|


سلطان رديف
صمت الفاشلين
2016-01-24
يعلمنا التاريخ دائماً بأن الأمم تنهض وتقوم وتظهر وتسود وتُعز بقادتها والقائد هو الرأس للجسد وخير مثال حاضر اليوم والذي سيسجله التاريخ كنقطة تحول ليس للسعودية والخليج فقط بل وللأمة الإسلامية وللعالم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي كتب عهدا جديداً للأمة الإسلامية، وقدم درساً في القيادة من أول يوم تولى فيه الحكم، فأصبح رأساً شامخاً لجسد الأمة علا بها فوق الأمم، فكان للحزم موقف، وللشرف كلمة، وللعزة عنوان، فجمع الشمل ووحد المواقف فأصبحت دولته مهيبة هزت العالم بأكمله قولاً وفعلاً.
وفي أي منظومة كبرت أو صغرت القيادة رأس الهرم وأساسها، والقائد هو من يصنع النجاح بقوله وعمله ورؤيته ومنهجه، ونحن في الرياضة عندما كان لدينا قائد بحجم وحكمة وشخصية الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) استطعنا أن نصنع المنجز والثقل محلياً وخارجياً وكنا نسود ونقود على كافة المستويات والتاريخ لمن يعي أهمية التاريخ يسجل ويوثق كافة الأحداث ولابد أن يعي كل مسؤول أن كرسي القيادة ليس للجلوس فقط وليس منصباً للوجاهة بل هو عمل وأمانة، فقد نقبل الخسارة مرة ومرتين وثلاثاً، ولكن نرفض أن تكون سمة لنا ونقبل التراجع هنا وهناك ولكن نرفض الضعف وأن نكون على هامش الأحداث فلا يمكن أن نكون رؤساء لثلاثة اتحادات (الاتحاد العربي لكرة القدم ـ اتحاد اللجان الأولمبية العربية ـ اتحاد التضامن الإسلامي) ومع هذا نشاهد ضعفاً على المستوى القاري والدولي بل لم نعد نلعب دوراً في أحداثها ولا يمكن أن تكون كرة القدم السعودية متسيدة على المستوى القاري بطلاً ووصيفاً لأكثر من 21 سنة ونتأهل لكأس العالم على مدى 16 سنة ثم نفشل مع من يبتعدون عنا سنوات ضوئية في عالم كرة القدم.
عندما نراجع أنفسنا بصدق فنحن سنعلم أن مشكلتنا ليست في الإمكانيات والقدرات أياً كانت بقدر ماهي في كيفية القيادة ولنعود لزمن المنجزات على مستوى الأندية والاتحادات فسنشاهد أن عنصر التفوق يقف مع من كان يعمل في ذلك الزمان ومن بقي منهم ما زلنا نراهم شخصيات منجزة تعمل بكل جهد وأمانة وعلى سبيل المثال لمن مازالوا حتى اليوم على أرض الواقع يعملون وينجزون الدكتور صالح بن ناصر الذي مازال يعمل منذ أكثر من 40 سنة وله تاريخ مشرف ومنجزات لم تتوقف حتى اليوم، وفي الاتحادات الأمير نواف بن محمد الذي لم تتوقف إنجازات اتحاده منذ عام 1992م بمداليات وصلت 1601 منها 593 ميدالية ذهبية ولم أعرف هاتين الشخصيتين إلا أنهما رجال ميدان وعمل.
اليوم نحن بحاجة ماسة لشخصية القائد في الرياضة ليس في اتحاد القدم فقط بل في كل الاتحادات والمناصب، فالقيادة ليست صمتاً وغياباً واللذين أصبح في زمن الفشل حكمة ومثالا يريد منا البعض أن نفتخر به وليس ضعفاً جعلنا تحت مقص الرقابة الدولية وليست ديوناً جعلت الأندية أمام مفترق طرق في المحاكم الدولية الرياضية.
لذا لابد أن نتعلم اليوم فن القيادة وحكمتها من قائدنا الأول الذي صنع العزة والمهابة والاحترام والقوة في اتخاذ القرار، وكل هذا كان في سنة واحدة ليس أكثر، فصناعة التاريخ تبدأ من أول خطوة وقرار، فعندما تصبح الخطوة منهجاً، والقرار رؤية، فلن نحتاج إلا لهمة عالية وطموح يعلو فوق الواقع، فالأحداث تصنع ولا يخضع لها، ومن هنا يصنع التاريخ.