|


سلطان رديف
غربلة الرياضة حان وقتها
2016-01-31
خلال السنة الماضية وفور تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) مقاليد الحكم شهدنا غربلة شاملة في الكثير من المؤسسات الحكومية وإعادة تنظيم الكثير منها وذلك لتتفق مع إستراتيجية التطوير الشاملة للبلاد وتحقيق رؤية تتفق مع متطلبات المرحلة المقبلة، وليس هذا فقط بل أصبح هناك منهج جديد في التفكير المستقبلي الشمولي من خلال برنامج التحول الوطني الذي يقوده اليوم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نحو وطن أكثر تطوراً في جميع الاتجاهات بأهداف ورؤى واضحة؛ فأصبحت الأنظار اليوم تتجه نحو عام 2020م والجهود تتضافر وتتحد والوطن يعمل وفق هدف ورؤية وإستراتيجية موحدة.
ولأن الشباب والرياضة جزء من تكوين منظومة الوطن ومجتمعه فلا شك أنها لن تكون بمعزل عن التحول الوطني الشامل ولعله حان الوقت لأن نفصل العمل الرياضي بالكامل عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ابتداءً من النادي ووصولاً للاتحادات الرياضية فما كان يصلح قبل 50 عاماً لم يعد صالحاً اليوم إن كان صالحاً لحد ما اليوم فلن يكون صالحاً للغد، فالرياضة تحتاج إلى إعادة بناء من القاعدة وحتى رأس الهرم فتكون القاعدة الأندية ورأس هرمها اللجنة الأولمبية من خلال منظومة متكاملة من الأنظمة واللوائح والقوانين التي تسير عملها وفق المنظور الدولي الذي تسير عليه جميع دول العالم وتفعيل دور الجمعيات العمومية ابتداءً من الأندية ثم الاتحادات، فاللجنة الأولمبية، فاللجنة الأولمبية تتكون في جمعيتها العمومية من الاتحادات الرياضية والاتحادات الرياضية جمعياتها العمومية تتكون من الأندية والأندية جمعياتها تتكون من أعضائها والممارسين للألعاب الرياضية فيها الذين هم من عمق المجتمع ومن هنا سنجد أننا نبني مجتمعاً رياضياً يستطيع أن يمارس دوره في البناء وفق رؤية وهدف وإستراتيجية تضعها اللجنة الأولمبية كهدف تسعى لتحقيقه جميع الاتحادات ومن ثم الأندية.
ولأن العمل الشبابي مسار آخر يختلف عن الرياضة ويدخل فيه الكثير من المؤسسات الحكومية فنحن نستطيع حينها وبعد أن نفصل العمل الرياضي أن تكون لدينا هيئة عامة للشباب وممثلون من جميع الجهات الحكومية في هذه الهيئة تعمل على إستراتيجيات خاصة للشباب ثقافياً وفكرياً ونشاطياً وفي جميع المجالات وتعمل بالشراكة مع جميع الجهات الحكومية دون عوائق أو تداخل اختصاصات ووفق منظومة شاملة تلامس جميع احتياجات الشباب في جميع تخصصاتهم وأعمالهم واهتماماتهم وهواياتهم ولن نحتاج وقتها إلى اتفاقيات توقع ولا تفعل ولا لجان تشكل ولا تعمل ولن ننتظر مبادرات من هذه الوزارة أو تلك بل ستكون هناك منظومة تعمل وفق منهج واضح ورؤية موحدة وجهود مجتمعة بعيداً عن الاجتهادات المنفردة، وعندما نفكر أكثر سنجد أن هذه الهيئة سوف تقوم على دعم جميع القضايا الشبابية والمعوقات التي تقف في طريقهم في جميع المؤسسات الحكومية بما فيها القطاع الخاص وستكون بمثابة المركب الذي يقود العمل الشبابي وقضاياه.
العمل الرياضي اليوم يحتاج لأن يكون مستقلاً محكوماً بالأنظمة واللوائح خاصة أنه يقوم على ألعاب رياضية تحكمها قوانين ومنافسة تزيد بالميول واستثمار ينمو بالاحتراف والاستقلالية فيما العمل الشبابي يحتاج إلى اهتمام أكبر وتفرغ تام وفق ثقافة جديدة لزمن مختلف بمشاركة كاملة لا تستثني أحداً فلم يعد يحتمل مبادرات لا تكتمل وبرامج عمل تقليدية لا تحقق أي رغبة ولا تلامس أي اهتمام وإنما أنشطة شبيهة بتلك الأنشطة اللاصفية في المدارس التي كنا نعرفها مهرباً من الفصل أكثر من كونها عملاً يبني جيلاً لمستقبل.