كتبت المقال الماضي "علمتني اليابان"، وأبدأ اليوم بالتذكير بأن الرؤية اليابانية ترتكز على هدف تنظيم كأس العالم 2050 والفوز بها، واليوم أتحدث عن المدرسة الغربية الأفضل في كرة القدم "ألمانيا" التي كنت شاهداً على برنامجها النموذجي لإعداد منتخب كأس العالم 2030، التي يخطط أبناء بيكنباور لتحقيقها وفق منهج علمي مدعوم بخطة عمل واضحة.
الثقافة الألمانية يعرفها كل من تعامل معهم في أي مجال، فهي تتسم بالحزم والانضباط وعدم التهاون مهما كانت الظروف، ولعلنا نتذكر كيف هزمت منتخبنا بثمانية كادت تكررها في مرمى البرازيل على أرضها وبين جماهيرها في نصف نهائي كأس العالم كأكبر نتيجة في تاريخ نصف النهائي لأن "ألمانيا" لم ترحم "البرازيل" وتاريخها وكانت تلعب بنفس الرتم حتى الرمق الأخير من المباراة كثقافة تميز الماكينة الألمانية التي أتمنى أن نتعلم منها.
استخدمت مصطلح "الماكينة الألمانية" لأن هذا الوصف ينطبق على النظام المحكم الذي يدير عجلة التطوّر الذي وصلت به "ألمانيا" لقيادة أوروبا اقتصادياً ورياضياً وأصبحت الرقم الأصعب في منظومة "يورو" التي تتحكم بها القوة الألمانية، ولذلك فإن مخطط 2030 قريب من النجاح لأنهم يغطون كل تفاصيل الخطة المحكمة التي حصرت ربع مليون طفل بين الرابعة والعاشرة من عمرهم يمثلون القاعدة التي سيتم اختيار خمسة وعشرين نجماً منهم سيمثلون منتخب ألمانيا الذي سيفوز بكأس العالم المتوقع تنظيمها في الأوروجواي والأرجنتين.
حين حققت ألمانيا كأس العالم 2014 تحدث كل العالم عن خطة عشر سنوات كانت نتيجتها ذلك الإنجاز، وتوقعت أن يتحدث الألمان عن كأس العالم في روسيا الأوروبية، ولكنهم قرروا التخطيط لما هو أبعد من ذلك فكان برنامج الإعداد لكأس العالم 2030، فمتى نتعلم منهم؟
تغريدة tweet
كتبت عن اليابان وألمانيا لثقتي بأنهما أفضل نموذجين يمكن التعلم منهما لبناء كرة القدم السعودية والخليجية، فنحن بحاجة للتعلم من الأفضل والأقدر على تقديم خدماته للآخرين، وخلال عملي بالاتحاد الآسيوي كانت "اليابان" الأكثر رغبة في مساعدة الآخرين، ونعلم أن دوري أبطال آسيا الذي طوّر الكرة في السعودية وقطر والإمارات هو منتج ياباني، كما أن "ألمانيا" عرضت تجربتها في كثير من المؤتمرات التي شاركت بها مبدية استعدادها لتقديم العون لكل اتحاد ينشد النجاح، وعلى منصات اليابان وألمانيا نلتقي.