|


سلطان رديف
لسنا في حاجة لوزارة
2016-02-14
أشكر الصديق العزيز حمود السلوة الذي تطرق في مقاله لما كتبته في زاوية (مترادفات) تحت عنوان (غربلة الرياضة)، وذكر الصديق حمود أنني طرحت حزمة استفهامات وتساؤلات تحدث عنها ولكنها تختلف عما ذكرت، وللتصحيح ولكي لا يحسب لي رأي لم أطرحه، ففي زاويتي طالبت بفصل الرياضة عن العمل الشبابي، ولكني لم أطالب بوزارة للشباب، ولم أتحدث عن هيئة للرياضة لأنني لو ذكرت ذلك فإنني سأعتبر قارئاً غير جيد للحراك الرياضي والشبابي، وسأعتبر إعلامياً غير متابع لتفاصيل العمل الرياضي والشبابي على مدى 19 عاماً، وسأكون كذلك الفيلسوف الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء، فنحن حينما نغير الأسماء ونكتفي بالتفرج لذات الكينونة في العمل ونطالب بالمظهر أكثر من الجوهر وقلت إننا بحاجة لغربلة كتلك التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في الكثير من قطاعات الدولة فأعاد صياغة المنهج لمستقبل وطن ونحتاج لتحول رياضي شبيه بالتحول الوطني الذي قدمه لنا ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوطن أكثر تطوراً.
ولعل ما طالبت به هو فصل الرياضة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحويل كافة النشاط الرياضي للجنة الأولمبية السعودية المظلة العليا للرياضة في كل دول العالم وتفعيل الأنظمة واللوائح التي تقوم على أساس الجمعيات العمومية التي تبني الهرم الرياضي من الأندية حتى رأس الهرم في اللجنة الأولمبية وتعميق مفهوم النظام والقانون في تراتيبه العمل، فالأنظمة واللوائح موجودة ومطبقة في كل دول العالم ولن نصنع جديدا في ذلك ولكننا نصحح المسار ونعيد بناء ثقافة رياضية هناك من لا يريدها، فالجمعيات العمومية سوف تلغي كافة مجالس أعضاء الشرف وسيكون من حق المشجع الذي يحمل عضوية الجمعية العمومية وأن يختار رئيس ناديه ويحق له أن يعفي رئيس هذا النادي أو ذاك ويحاسبه ويدقق في عمله وليس بضعة أشخاص من أعضاء الشرف يتحكمون في هذا النادي أو ذاك بل في بعض الأندية شخصية أو شخصيتين هم من يتحكمون في النادي فتكوين النادي يبدأ من المشجع.
في الاتحادات تكوينها يبدأ من الأندية هي من تختار رئيس هذا الاتحاد أو ذاك وتحاسبه وتعفيه وفي اللجنة الأولمبية الاتحادات هي من تنتخب هذا الرئيس أو ذاك لذلك سنجد هنا هرماً رياضياً يبدأ من أصل الرياضة وهو المشجع والممارس لها ويصل لهرمها في تراتبية مبنية على أنظمة ولوائح تحمي هذه المنظومة وتحقق سيرها، وكما قلت هذا ما يحدث في كل العالم فلن نعيد اختراع العجلة.
ما يخص الشباب قلنا إن الشباب في حاجة لهيئة عامة للشباب تجمع كافة القطاعات الحكومية فوجود الوزارة لا يختلف عن وجود الرئاسة، فما تغير هو الاسم والواقع والعقل والمنطق يقول لا الرئاسة ولا الوزارة ستكون مسؤولة عن الشباب لأن مسؤولية الشباب تتوزع على كافة القطاعات 70% من الشباب تحت مظلة وزارة التعليم ولكن عندما تكون هناك هيئة تضم كافة الوزارات والقطاعات وتقدم برامج موحدة تشمل كافة الشباب وتكون المظلة العليا التي تخطط وتنفذ وتراقب وتحمي وتدافع وتحتوي الشباب من خلال كافة القطاعات فلن نجد أعذاراً تقول إن هذه الجهة أو تلك لم تتجاوب أو لجان واتفاقيات توقع وليس لها أي أثر يذكر على الواقع أو برامج شبابية لا تحقق طموحات ولا تتعدى كونها برامج مسابقات ساذجة أو تكرار لأفكار مملة أشبه كما قلت بالنشاط المدرسي الذي عرفناه مهرباً من الفصل لا يبني جيلاً نريده منتجاً ومبدعاً ومفكراً.
الشباب يعني صناعة مستقبل كل الوزارات معنية به وليس حكراً لجهة عن أخرى وبرامجهم برامج دولة تستشرف مستقبلها في أبنائها على كل الوزارات أن تشارك فيه، وأمن مجتمع وهوية ثقافية وفكرية ودينية تشكل هوية وطن لذا لابد أن يكون من كل مكونات الوطن فنحن لسنا في حاجة وزارة بل هيئة عليا تتحد من أجل مستقبل شبابنا ووطننا.

مدير التحرير