|


سلطان رديف
الصفيح الساخن
2016-03-20

من يعيش داخل دهاليز الرياضة فلا شك أنه سيسمع انتقادات عدة ما زالت تدور في الخفاء داخل الاتحادات الرياضية لا أراها في الوقت الراهن تظهر في العلن، ولأني لست ممارساً للعمل الإداري الرياضي في تلك الاتحادات فإنني لا أستطيع الحكم لأقف بالرأي مع هذا الطرف أو ذاك ولكن الواضح أن هناك عاصفة قد تشتد في أي وقت إذا لم يكن هناك احتواء فعلي لها قبيل ظهورها على السطح.
ما سمعته من بعض الشخصيات الرياضية التي تعمل في بعض الاتحادات أن هناك تغييراً جذرياً في التعامل مع مجالس إدارة الاتحادات الرياضية وأن النظام الأساسي الذي يراد تطبيقه لا يراه البعض منهم مناسباً أو أنه يفقد مجلس إدارة أي اتحاد جميع الصلاحيات وأن رئيس الاتحاد في المستقبل لن يكون له أي قرار بل إن المدير التنفيذي للاتحاد سيكون هو الآمر الناهي وصاحب الصلاحيات المطلقة وهو بمثابة ممثل اللجنة الأولمبية الذي يستطيع التدخل في كل صغيرة وكبيرة بل إن صلاحياته تفوق صلاحيات رئيس الاتحاد، وآخرون يرون أن النظام الجديد جرد جميع الاتحادات من استقلاليتها المالية والإدارية وأنها أصبحت بيد اللجنة الأولمبية فالاتحادات اليوم لا تملك أي ميزانية بل ما تملكه هو خطابات تطلب من خلالها وقد يوافق لها وقد لا يوافق لها بل البعض يؤكد أن هناك اتحادات لم تستطع أن تسلم الجوائز المالية لمسابقاتها وبطولاتها بل ذهب البعض لأكثر من ذلك بأن اللجنة الأولمبية تستنزف ميزانية كبيرة تصرف رواتب شهرية لموظفيها تصل بعضها لما يقارب المليون ريال سنوياً لموظف واحد على حساب العمل الرياضي والتطويري في الاتحادات الرياضية.
في المقابل سمعنا رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد الله بن مساعد يقدم لنا مشروعاً طموحاً يهدف من خلاله إلى النهوض بالرياضة والاتحادات الرياضية ومخرجاتها وتطوير الألعاب وجعلها منافسة على المستوى القاري والدولي وسبق وجلست أكثر من مرة مع المهندس لؤي ناظر واستمعت منه عن رؤية عمل طموحة وجدية كبيرة للتطوير والتغيير نحو الأفضل وما أعرفه أن التغيير لابد أن يواجه بحملة انتقادات مضادة فلا تغيير من دون ألم ومن حق من يعمل أن ننتظر نتائج عمله لنحكم عليها.
لذا لابد أن نحذر اليوم من أن العمل في أي منظومة لكي ينجح فلابد من انسجام كامل بين جميع الأطراف المعنية بهذه المنظومة فلن تنجح اللجنة الأولمبية متى ما كانت الاتحادات الرياضية تقف ضدها أو غير مقتنعة بما يحدث فالمصنع الرياضي داخل الاتحادات ولا أعتقد أن تعيين مديرين تنفيذيين هم أبعد ما يكون عن أي لعبة سوف يساعد في النهوض بهذا الاتحاد أو ذاك.
أنا أتفق مع الأمير عبدالله بن مساعد بأنه لابد أن يكون هناك برنامج وطني رياضي وهدف موحد تتجه له كل الاتحادات فعلى اللجنة الأولمبية أن تضع الهدف والرؤية وخارطة الطريق بالتشاور والتنسيق مع كل اتحاد وكل وقدراته وعلى الاتحادات أن تنفذها متى ما تم تأمين الميزانيات التي تحقق النجاح وتراقب اللجنة الأولمبية تنفيذ تلك البرامج حسب الخطة الموضوعة والمتفق عليها.
وما أخشاه أن ما يحدث اليوم سيكون شماعة الاتحادات مستقبلاً أمام أي فشل بأن اللجنة الأولمبية هي السبب لأنها سحبت الصلاحيات وتحكمت في الميزانيات وتفردت بالقرار.