كتبت قبل عدة أشهر عن الخطأ الفني الذي وقعت فيه لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي حين قررت حسم تحديد أفضل أربعة منتخبات من الثمانية التي تحتل المركز الثاني بنهاية التصفيات عن طريق فارق النقاط ثم الأهداف، وتلك المنتخبات تلعب في مجموعات مختلفة متفاوتة في قوة المنافسة، ولذلك اقترحت قرعة يلعب بها أربعة منتخبات ضد أربعة يتأهل منها الفائزون بجدارة في الملعب وليس عطفاً على نتائج في مجموعات تختلف في كل شيء.
اليوم وصلنا للمنعطف الأخير بالجولة الحاسمة حيث تلعب منتخبات تبحث عن التأهل مع منتخبات ضمنت التأهل أو لا أمل لها فيه، وهنا تبدأ رحلة صعبة بين الشك واليقين، حيث ستظهر علامات الاستفهام حول مصير المباريات القادمة في الجولة الأخيرة بعد أيام، وهو أمر كان بالإمكان تحاشيه من خلال التأهل بمباراة حاسمة بين أصحاب المركز الثاني.
هذا التحذير أطلقته فور إعلان القرعة ونظام البطولة، وكان عذر لجنة المسابقات عدم وجود أيام كافية لإجراء المزيد من المباريات ذهاباً وإياباً، قلت حينها إن بالإمكان الاكتفاء بمباراة واحدة تلعب على أرض محايدة أو في أرض الأفضل بالنقاط والأهداف بحيث يتم توزيع المنتخبات الثمانية في إناءين أحدهما لأفضل أربعة والآخر للبقية وتكون قرعة لمباراة واحدة.
سأفترض حسن النوايا في جميع المنتخبات المشاركة، ولكن من سيتجاوز التشكيك بالمباريات التي تنتهي بنتائج كبيرة في الجولة الأخيرة، خصوصاً إذا أسهم فارق الأهداف في تلك المباريات بحسم تأهل منتخب على حساب آخر لم يتمكن من تسجيل ذات الكم من الأهداف، ويبقى الأمل أن ينقطع الشك باليقين من خلال مباريات نديّة تشارك فيها جميع المنتخبات بفريقها الأساسي وتلعب حتى الثواني الأخيرة لأن كرة القدم الآسيوية ونزاهتها على المحك.
تغريدة tweet:
في كرة القدم السعودية تأتي الجولات الأخيرة وبعض فرق الوسط التي لا تواجه خطر الهبوط وليس لها أمل في المنافسة على مقاعد الصدارة المؤهلة للبطولات الخارجية، فتقوم هذه الأندية بتسريح المدرب مبكراً لتوفير راتبه كما يتقاعس لاعبو الفريق عن التمارين لانعدام الحافز، فتأتي نتائج الجولة الأخيرة كبيرة لدرجة يسميها البعض "الفيلم الهندي" الذي يعني التشكيك في نزاهة تلك المباريات التي أجزم بأن ظروفها تختلف عن مباريات الجولة الأخيرة في التصفيات الآسيوية، وعلى منصات النزاهة نلتقي.