|


سلطان رديف
لا تهمنا المسميات
2016-03-27

لا أعلم لماذا نتأخر عن فصل العمل الرياضي عن العمل الشبابي رغم القناعة التامة من الجميع بأن الرياضة عمل وصناعة ومنهج يختلف تماماً عن العمل الشبابي، بل إن ارتباط الرياضة بالشباب يظلم العمل الشبابي وتطوره.
في كل العالم اللجنة الأولمبية مؤسسة مستقلة، وهي المظلة العليا لكل الاتحادات الرياضية والنشاط الرياضي بشكل عام والخلط بين العمل الرياضي والشبابي جعل الجميع ينظر للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بأنها جهات حكومية وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير ووقع فيه مؤخراً الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية، والزميل العزيز بتال القوس عندما وصفا الوظائف في اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية على أنها وظائف حكومية، ولعلي أعذر الزميل بتال ولكن لا أعذر الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية أن يصف منظومة أهلية هو يعمل فيها بأنها منظومة حكومية.
قبل أشهر وفي مقالين مختلفين اقترحنا أن تحول الرئاسة لهيئة عامة للشباب يجعلها أكثر مرونة شريطة أن تفصل تماماً عن الرياضة وفي ذات الوقت أن تشكل الهيئة من كافة القطاعات الحكومية تشترك جميعها في تقديم كل ما يمكن للشباب وتنفذ برامج كافة الوزارات للشباب من خلال هذه الهيئة وتحت إشرافها وترسم هي خارطة عمل وإستراتيجية تخدم شرائح الشباب بكل اهتماماتهم ومناشطهم وتصبح الحاضنة لهم والمدافعة عن حقوقهم وهي الجهة المعنية بحل مشكلاتهم حينها سنجد أن هناك نتاجاً واضحا وتأثيرا على أرض الواقع لأننا عملنا بمبدأ التفرغ التام فلم يعد لهذه الهيئة أي عمل سوى أن تنهض بالعمل الشبابي في كافة المجالات والتخصصات والشباب في بلدنا الغالي في حاجة لمن يرسم لهم الطريق ويفجر طاقاتهم وينمي مواهبهم.
أما الرياضة بكل ما فيها عليها أن تعود للجنة الأولمبية وأن تستقل، وعلى اللجنة الأولمبية أن ترسم الطريق الصحيح، لا يهمني اليوم أن أشاهد مسميات لوظائف تتغير فلا فرق لدي بين رئيس تنفيذي أو أمين عام ولا فرق بين مدير تنفيذي لهذا الاتحاد أو ذاك أو مسمى أمين عام ولا يهمني أن تكون مكاتب اللجنة الأولمبية والاتحادات مفتوحة أو مغلقة، المهم الناتج الذي سنحصل عليه وما سيقدمه من سيجلس على كرسي العمل.
ومع احترامي الشديد للرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية لا أعتقد أنه سيجد رئيس اتحاد سيرضى أن يكون رئيساً يشرف فقط بدون صلاحيات، وأرجو أن يقول لنا في أي اتحاد في العالم يطبق مثل هذا النظام، وكيف يريد أن يكون هناك رئيس اتحاد يتحكم فيه مدير تنفيذي ويسير وفق قراراته وتوجيهاته، علينا أن نفكر قليلاً إلى أين نحن نسير لذا كنت أتمنى من اللجنة الأولمبية أن تعين مراقباً مالياً وآخر فنياً يتابع ويرفع تقاريره لرئيس اللجنة الأولمبية الذي بدوره يناقش رئيس أي اتحاد من خلال مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، فاليوم نحذر بأن الرؤية في شكلها لا خلاف عليها ولكن في مضمون تنفيذها أعتقد أنها لو طبقت فإنها ستفتح علينا أبواباً من الخلافات والصراعات التي قد لا تنتهي إلا في دهاليز اللجنة الأولمبية الدولية والأنظمة واللوائح الدولية واضحة لا تحتاج لأن نسردها هنا.