|


سلطان رديف
حمى المناصب
2016-04-17

في سنوات مضت، كانت حمى المناصب تصيب العمل الرياضي الخليجي والآسيوي على كافة الأصعدة، ولم يكن هناك حديث يعلو على حديث الانتخابات والتنافس والترشيحات والتكتلات والصراعات هنا وهناك، أكثر من الحديث عن المنصات والمنجزات والبطولات، وبعد سنوات بقي فيها من بقي وخسر فيها من خسر وغادر بعدها من غادر، وبعد هذا كله لم يعن ذلك أننا في الخليج بشكل عام استطعنا أن نستثمر ذلك ليكون رافداً قوياً في بناء كرة قدم قوية تنافس على البطولات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، فليس هناك تطور ملحوظ.
تلك الحمى اليوم بدأت تنتقل للإعلام الرياضي، فهناك حمى مناصب تدب في أروقة الإعلام الرياضي منذ أشهر، فمن الاتحاد الآسيوي للصحافة إلى الاتحاد الخليجي ومن ثم نادي الصحافة وبعدها اتحاد غرب آسيا للصحافة ناهيك عن اللجان المحلية هنا وهناك، ولا يهمني من أشهر من ومن نصب من ومن رشح من ومن منح من، كل هذا قابل للأخذ والرد والنقد وكلهم زملاء مهنة نكن لهم الحب والتقدير بل ونقدم لهم الدعم والدعاء بالتوفيق، وكل شخص يريد أن يعمل عملاً يستفيد منه العامة لاشك أننا نصفق له ونقف معه ونسانده، فالسنة الحسنة لابد أن يشاد بها ولابد أن تدعم.
ولكني في مجال الإعلام الرياضي منذ أكثر من 18 عاماً لم أجد أن للاتحاد الآسيوي مثلاً وهو الأقدم أي دور يذكر أستطيع القول إنني استفدت منه بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا أعلم أن للاتحاد العربي دور في حياتي المهنية أستطيع القول إنني أستفيد منه أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر رغم أنني كنت عضواً فيه لسنوات مضت، أضف لذلك هيئة الصحفيين السعوديين التي لم تقدم أمراً نستطيع القول بأنها أضافت لنا أمراً هنا أو هناك في جوانب عملنا ومسيرتنا المهنية طوال سنوات مضت، لذلك لم أشعر في يوم من الأيام أنني حريص أن أكون جزءاً من كل تلك المنظمات في ظل عدم إحساسي بأي فائدة مرجوة ممكن أن تكون إضافة مهنية أو معنوية.
ما أود قوله هنا إن أي عمل أو منظمة مدنية أو هيئات ولجان وروابط سمها ما شئت، ليس لها أثر فعلي وملموس في واقع الفرد والمجتمع الذي تعمل من خلاله أو من أجله، فذلك هو الفشل بعينه، وأرجو من زملائنا الأعزاء ألا يكون سباقهم على تلك المناصب من أجل المناصب بل من أجل أن يقدموا عملاً يذكروا به ويشكروا عليه، خاصة أن المجال خصب ومهم وممتع، بل لا توجد قيود تمنع من تقديم أي مبادرة تخدم الفرد والمجتمع، بل عليهم أن يؤسسوا لعمل قابل للاستمرارية والتطور وضمان مشاركة أكبر قدر، وضمان المشاركة لن يكون بدون محفزات تحفز المجتمع الإعلامي نحو هذه المنظومة أو تلك، وعليهم أن يلامسوا الاحتياجات وتحديد الأهداف والعمل على تقديمها، فهم يمتلكون أهم المنصات التي يمكن من خلالها بناء عمل وشراكات قوية وتقديم منتجات عمل تليق بالإعلام الرياضي الذي نتمنى اليوم أن يظهر بمظهر يليق به، فهناك للأسف في السنوات الأخيرة من جعل من الإعلام الرياضي صورة سيئة أمام المجتمع بفكرهم وتعصبهم وظهورهم عبر منصات أسهمت في تأصيل تلك الصورة النمطية التي للأسف رسمت بأيدينا ولم ترسم لنا.
ما أختم به إنني تعمدت اليوم أن أكون محفزاً لأنني أعلم أن هناك ما يمكن عمله، ولأنني أتطلع بثقة في زملاء أتمنى أن يكونوا على قدر الثقة، وأن يكون لديهم حراكاً جدياً ويصبحون عناوين نجاح على صدر منصاتنا الإعلامية وليس عناوين مثيرة تثير التنافر بينهم وبين زملائهم.