|


سلطان رديف
شماعة الاعتذار
2016-04-24

لست اليوم أفضل الناس ولا أصلحهم ولكن فضلنا الله على غيرنا بأن أعطانا مهنة القلم لنكتب ما ينفع الناس وحملنا أمانة الكلمة نقولها في منصات الإعلام، فنحن بلا شك مسؤولون عنها ومحاسبون عليها ديناً ودنيا بل ومطلوب منا أن نقول خيراً أو الصمت سلامة للنفس وللمجتمع.
ما يزعج أن نشاهد من أطلق قلمه ولسانه ليقول ويكتب ما لا يقبل خلقاً وعرفاً في مجتمع نحن جميعاً أمناء عليه وفي محيط أغلب العقول فيه شابة أو أقل من ذلك وسرعة التأثير هنا تكون أكبر من غيرها من الأوساط، ولعلي حتى اليوم أستعجب كثيراً من منصات ما زالت تسمح بردح الكلام فيها بدون ضابط ولا رابط وبدون عقل يميز بين الغث والسمين وسياسة عمل يحدد فيها منهج يتفق مع المصلحة العامة والذوق العام فلا يمكن أن نقبل بأن نكون جهات مسيئة لا تعرف الرد إلا بسقط الكلام حتى لو كان الاختلاف كبيراً والفعل مزعجاً فلا يمكن أن نظهر للناس أننا لا نعرف الرد والحوار والتحاور إلا بقذف وشتم وتجريح وتقليل من شخص هذا أو ذاك فننقل صورة تسيء لنا أكثر من كونها تعالج مشكلة أو تبين موقفاً أو تعكس ثقافة.
كل من يكتب أو يظهر ليتحدث على الشاشة هو شخصية عامة لا تمثل نفسها بل تمثل المجتمع الذي يعيش فيه وهو بقوله وفعله وقلمه يعكس واقعه وثقافته، واليوم وجب علينا أن نحمي هذا المجتمع من كل شخص يحاول الإساءة له والاعتذار يكون مقبولاً ممن يخطأ مرة ولكن من يتكرر منهم الخطأ مرات ومرات فلا يمكن أن نجعل الاعتذار شماعة، فنحن اليوم نعاني من البعض الذين يقدمون رسالة مسيئة لمجتمعنا ووسطنا الإعلامي والرياضي فكراً ومنطقاً وثقافة، ولعلي هنا لا أميل كثيراً لتحميل وزارة الثقافة والإعلام كامل المسؤولية بل أحملها من وضعت فيهم الثقة ليكونوا مسؤولين عن منصات إعلامية تصدر هذا الغثاء بشكل لا يليق ومن يجد نفسه لا يستطيع أن يضبط لسانه وردات فعله فليسعه بيته فذاك أكثر سلامة.
نحن اليوم نتطلع إلى مستقبل مختلف لمجتمعنا في الرياضة وغير الرياضة وأمامنا كشباب وأبناء وطن متغيرات وتحولات في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة ونحتاج معها للخطاب الإعلامي الذي يواكب كل ذلك فمجتمعنا وشبابنا بحاجة لأن يقرؤوا ويستمعوا للغة العقل والمنطق ويكتسبوا ثقافة تنعكس عليهم إيجاباً ونقدم لهم منتجاً إعلامياً يتواكب مع ما يخطط لهم ويفتح لهم الآفاق فكراً ملهماً يحملهم لمنصات النجاح وليس غثاءً يزيدهم إحباطاً وتعصباً وتخلفاً.
اليوم نحن بحاجة لمنصات إعلامية تساهم في تقديم عقول تنهض بمجتمعها وتقدم رسالة مجتمعية نرفع من خلالها مستوى الوعي والمسؤولية وتحمل روح الوطن فكراً ومنهجاً، فنحن في مرحلة نعيد فيها البناء ولسنا في حاجة لمن يكون عقبة في الطريق أو معول هدم.