|


سلطان رديف
رؤية الوطن وأدوات التغيير
2016-05-08

عندما يتحدث الوطن عن التحول والتطور ورؤية طموحة تنهض بكافة مكونات المجتمع والدولة اقتصادياً وسياسياً وثقافة وصحة وتعليماً لنقدم وجه حضارياً جديداً يخدم مستقبلنا ومستقبل أجيالنا عندها لابد أن نواكب هذا التوجه في كافة المجالات وأن تكون الأدوات تتناسب مع الرؤية والطموح.
ولأننا في المجتمع الرياضي مكون أساسي من مكونات المجتمع السعودي وشبابه وقد يكون المتنفس الأكثر تأثيراً وشمولاً في المجتمع فلابد أن نعي أهمية كل ما يحدث فيه وذلك يدعونا للقول اليوم إننا في هذا المجتمع نحتاج للتغيير في كافة تفاصيله وأن نعيد العمل على بناء وجه جديد له يعكس الصورة الحقيقية للرياضة السعودية ولا شك أن اللجنة الأولمبية خطت خطوات نحو التغيير رغم أننا نختلف رأياً في بعض تفاصيلها ونحذر من بعض نتائجها إلا أن هذا لا يمنع أن نقول إن هناك عملاً ورغبة وإرادة في التغيير نحو الأفضل وهذا بحد ذاته عمل إيجابي من حقهم علينا أن ندعمهم ونصارحهم ونشكل معهم جسد بناء واحد وليس معاول هدم ومن أهم القرارات التي لابد أن تعلن اليوم لدعم اللجنة الأولمبية في تنفيذ ما تريده وتطمح إليه أن يعلن فصلها التام واستقلاليتها الكاملة وأن تكون مكوناً مستقلاً مالياً وإدارياً وتنظيماً وقانوناً فنحن اليوم أعطينا الاتحادات الرياضية استقلاليتها ولابد أن نعطي مظلة الاتحادات الرياضية ذات الاستقلالية.
وعلى مستوى الاقتصاد والاستثمار الرياضي لابد أن نقدم بيئة عمل تتناسب مع القطاع الخاص وتضمن الحقوق والواجبات وتحمي رأس المال وتعزز الشراكة في العمل بين القطاع الخاص والقطاع الرياضي من خلال أنظمة ولوائح تحمي هذا القطاع وتحمي منتجاته وتجعل دورة المال فيه صحيحة من غير إفراط ولا تفريط فليس هناك خصخصة ناجحة من غير بيئة حامية وحاضنة لهذا العمل الذي يعد هو العمود الفقري للتطور الرياضي وهو ما جعل فارس الرؤية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما تحدث عن الرياضة أن يتحدث عن الاستثمار والتسويق الرياضي وتفعيل هذا الجانب المهم الذي يحتاج إلى مقال مستقل سنعرج عليه لاحقاً.
وعلى مستوى الإعلام فلا يمكن أن يكون لدينا رؤية للتغيير والتطور بدون إعلام يواكب هذه اللغة فلغة الإعلام اليوم لابد أن نؤمن أنها لغة تعصب ولغة أندية وهذا بلا شك يشكل نقاط ضعف وضعف قوي جداً فكل ما نتحدث عنه يحتاج إلى إعلام يساهم في النهوض ويكون عوناً فليس من المعقول أن نطالب بالاستثمار والتسويق الذي يعني (تخصيصاً) وهناك من يدمر كل ذلك لينفس عن تعصبه وليس من المعقول أن نتحدث عن ثقافة وتطور وهناك قنوات تسخر كل إمكاناتها للسب والشتم بعيداً عن أي نقد موضوعي وبرامج ومنصات إعلامية ترى التعصب هو أساس العمل بعيداً عن أي طرح يساهم في بناء المنظومة أو يعزز عملاً أو يؤصل ثقافة أو يناقش قضية بلغة العقل والعلم بعيداً عن السطحية في الطرح.
الحديث هنا يطول ولكن المهم أن نصل لأهمية التغيير الشامل الذي يواكب ما نريد تحقيقه والأدوات التي تساهم معنا في تحقيق ما نريد.