|


د. حافظ المدلج
هويتنا والتتويج
2016-05-18

طغى الحديث المصاحب لتتويج الأهلي بالدوري على كل قضايانا الرياضية التي ظهرت على السطح في الأيام الأخيرة، ولن أخوض في الأخطاء التي صاحبت تغطية احتفالية ختام الموسم فقد أشبعها الزملاء بحثاً ونقداً، ولكنني سأتحدث عن فكرة التتويج وتصميم الفقرات وما صاحبها من عروض مبهرة في تكلفتها واستعراضاتها ولكنها بعيدة كل البعد عن هويتنا السعودية التي نفتخر بها ونفاخر العالم بارتباطنا الوثيق بها كجزء من ارتباطنا بالوطن.
في حفل التتويج بنهائي الدوري كانت العروض مزيجا من الشرق الأقصى والغرب الأبعد، فلم يكن هناك في ملابس العارضين وحركاتهم وتعلقهم بالحبال ما يمكن ربطه بالهوية السعودية، ويمكن القول ان العرض كان أشبه بعملية "نسخ ولصق" من عروض أجنبية تصاحب المناسبات الرياضية في اليابان وأمريكا، ولا يمكن لمتابع أن يستلهم منها ما يدل على البيئة أو الهوية السعودية، وكنت أتمنى أن نبرز للعالم ما نفخر به من تقاليدنا العريقة وتراثنا التليد.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلابد من الإشادة بعروض سابقة قدمتها الشركة المسوّقة "صلة" والشركة الراعية "stc"، حيث كان الأوبريت بكلماته وإيقاعاته سعودي الصبغة يزينه اختيار المفردة التي تتحدث عن الانتماء للوطن، واللبس الذي يرمز لمناطق المملكة المختلفة ويعكس ترابط أبناء الوطن الواحد، ويقيني أن المناسبات الرياضية هي المنصة الأمثل لترسيخ أهم المفاهيم الوطنية التي نتمنى غرسها في نفوس الشباب الذين يمثلون عماد الأمة ومستقبلها.
ولعلنا نتفق على ضعف قطاعات الدولة في إدارة المناسبات أياً كانت نوعيتها، حيث تعمّ الفوضى والتزاحم ودخول من لا ناقة له ولا جمل بالمناسبة بطريقة تشوّه جماليات وهيبة الحدث، وعلينا أن نقارن بين المناسبات في السعودية ومثيلاتها في دول الجوار لنكتشف الفرق الشاسع في التنظيم الذي يعزز حاجتنا لتطوير إدارة المناسبات.

تغريدة tweet:
بعد أيام سيحتفل كل الرياضيين بختام الموسم الرياضي في عرس كرة القدم الكبير يوم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الكبيرين الأهلي والنصر، وأتمنى وأتوقع أن تطغى الهوية السعودية على مراسم التتويج من خلال ملامح تشير لأهمية الولاء والوفاء للوطن الذي نعشق ترابه، مع ربط ذلك براية التوحيد وإبراز جهود جنودنا البواسل على الحد الجنوبي وتأكيد أن جميع المواطنين والمقيمين رجال أمن لهذا البلد الطاهر، وعلى منصات التتويج نلتقي.