الموضوعية ستظل غائبة كلما اتسعت آذاننا للكلام واكتفينا بما نسمع دون تمحيص.. نتأثر سريعاً فنصدر أحكاماً عاطفية. أعرف أنك مجموعة من الأحاسيس.. ونحن عاطفيون بطبعنا.. ولكن إذا ما قدمنا العاطفة على كل أنماط تفكيرنا جنحنا في اتخاذ قراراتنا. عواطفنا بحاجة إلى تهذيب.. والحل سأعرض عليك فكرة القبعات الست للتفكير التي جاء بها (ادورد دي بونو) ذلك الطبيب البريطاني ذو الأصول المالطية.. لا تأخذ قراراً قبل أن تتبع المنهج العلمي في حل المشكلات واتخاذ القرارات.
النموذج الذي أراه لعمل القبعات الست للتفكير أسقطته على المنهج العلمي لحل المشكلات واتخاذ القرارات ليكون سهلا في الفهم والتطبيق.
خطوات المنهج العلمي لحل المشكلات واتخاذ القرارات تبدأ بإدراك المشكلة وتعريفها جيداً ومن ثم جمع المعلومات وتحليلها، وتمثل جميع هذه الخطوات مرحلة (القبعة البيضاء) والتي ترمز للتفكير المحايد الباحث عن الحقائق.. لاحظ أنه لا مكان للظنون والانطباعات هنا.. أما الخطوة المتعلقة بوضع حلول بديلة للمشكلة كأن تكون ترشيح أشخاص لوظيفة فنستخدم لها (القبعة الخضراء) قبعة التفكير الإبداعي فنختار كل ما تنطبق عليه الشروط من الأشخاص وفقاً للحقائق المتوفرة، ثم يأتي بعد ذلك دور القبعتين (الصفراء والسوداء) لتقييم (الأشخاص المرشحين) فنستخدم (القبعة الصفراء) للحصول على إيجابيات كل مرشح، و(السوداء) للسلبيات. يتم بعد ذلك يتم تلخيص ما تم التوصل إليه من قبل المعني بالأمر معتمراً (القبعة الزرقاء) قبعة التفكير الشمولي، يطلب بعد ذلك من المشاركين التصويت على الأشخاص باستخدام (القبعة الحمراء) قبعة التفكير العاطفي ـ إذا كان هناك مشاركين في اتخاذ القرار ـ أو يحتفظ لنفسه بسلطة اتخاذ القرار. أكثر قراراتنا قائمة على العاطفة. أننا نعتمر (القبعة الحمراء) نقدمها على بقية القبعات. وفي هذا النموذج أتت أخيراً. إنني أؤمن أن العاطفة تؤثر على الفرد ولا يستطيع أن يكون موضوعياً إلا إذا جمع معلومات لها علاقة بالموضوع وصحيحة وكافية.. فهل جمعت معلومات صحيحة وكافية ذات صلة بالموضوع ليسهل عليك الاختيار، ثم أخضعت اختياراتك للتقييم لتكون الرؤية واضحة.. أم أنك جافيت المنهجية والموضوعية ومضيت في اتخاذ قرار عاطفي قائم على الظنون؟.