|


سلطان رديف
انتهى زمن التنظير
2016-05-22

قبل ما يقارب أربع سنوات حذرنا كثيراً من مخرجات الاتحاد السعودي لكرة القدم وقلنا في ذلك الوقت إن الكثير مما يقال ويعلن عنه كان غير صحيح وإن هناك من كان يضلل مجتمع كرة القدم بتصريحات ووعود ومعلومات غير صحيحة وإن العمل كان يقوم من أول يوم للإدارة المؤقتة مروراً بالانتخابات حتى هذا اليوم على أساس تحقيق المصالح الخاصة أكثر من تحقيق المصالح العامة وكشفت الأيام والأحداث والنتائج والمخرجات حقيقة كل شخص وقد يكون مشهد السنوات الأربع موضوعاً لسلسلة مقالات تكشف وجهاً آخر للحقيقة.
أقول ذلك اليوم بعد أن ظهر أول المرشحين لرئاسة اتحاد القدم الدكتور عادل عزت الذي أستطيع أن أهمس له في أذنه كلمة واحدة بأن التاريخ يسجل كلماتك وأفعالك فإما أن تكون عابراً لا تذكر أو أثراً لا ينسى ولكني أجد أنه في أول ظهور له قدم عرضاً فكرياً وبرنامج عمل وحجم معلومات سوف يحرج فيه كل من سيخرج من بعده لأن الاحترافية دائماً تطالب بالسقف الأعلى من العمل والجهد وليس في عالم الاحتراف مجال للتنظير ولعل أول نقطة احترافية أسجلها له أنه تحدث عن برنامج عمل لأربع سنوات ولم يقدم إستراتيجية لعشرين سنة كما فعل المنظرون والتي وصفوها بأن الاتحاد الدولي لم يأت بمثلها الأمر الآخر الذي يعطيني مؤشراً بأن هناك فكراً محترفاً في العمل والأداء أنه لم يتحدث عن عناوين لسنوات أربع ولن نعلم متى سيحققها في السنة الأولى أو الثانية أو الثالثة بل حدد المشاريع ووضع لها فريق العمل والبرنامج السنوي لكل 12 شهراً؛ أي أن هناك معايير ورقابة وليست وعوداً للحظ والصدفة.
اليوم نحن أمام تحول كبير في الفكر وفي الوقت ذاته لدينا تجربة قاسية لابد أن تكون درساً للمستقبل ونعيش في زمن تطوره متسارع ولدينا مجتمع يملك الخبرات ولكننا نحتاج إلى من يستطيع توظيف كل ذلك لصناعة المنجزات والتوظيف يحتاج إلى حكمة القائد الذي يستطيع فهم الأدوات وكيفية تحريكها (متى وأين وكيف) وأن يزرع روح الإرادة التي لابد أن تكون المحرك الرئيس لكل من يعمل في هذه المنظومة أو تلك.
لعبة الانتخابات في كل العالم تقوم على مبدأ واحد وهو المصالح المشتركة لذا ليس من العيب أن تكون هناك مصالح ويعمل على تحقيقها بين الناخب والمنتخب ولكن المهم أن تكون تلك مصالح عامة تخدم الأندية ككيانات وليس كأشخاص فما شاهدناه في الماضي أن المصالح كانت لمصلحة الشخصيات وليس الأندية والدليل أنه أصبح لدينا مجلس إدارة من عدد كبير من الأشخاص معظمهم لم يقدموا أي عمل أو بصمة أو فائدة تذكر بل شاهدناهم يحققون مصالحهم الشخصية ويحرصون عليها ويتصارعون حولها.
الرياضة اليوم باب كبير للعمل والنجاح وأرض خصبة للاستثمار وصناعة البرامج والأحداث ولكنها تحتاج إلى إرادة تغير الفكر وتدعم المبادرة.