|


سلطان رديف
داء الشهرة
2016-06-05

لا أرى في الشهرة إلا أنها مسؤولية أخلاقية تجاه النفس والمجتمع، فالأخلاق هي الإطار العام الذي من خلاله يحافظ الفرد منا على حسن شهرته، ومن مميزات المجتمع الرياضي أنه باب واسع لتحقيق الشهرة على كافة المستويات، فاللاعب والإداري والرئيس وعضو الشرف والإعلامي كلهم يدخلون في باب الشهرة حلوها ومرها، وهناك شخصيات كتبت شهرتها بقلم أخلاقها وسيرة أفعالها فأصبحوا نماذج يفتخر بها، وأخرى للأسف كانت شهرتهم مفسدة لهم ولتاريخهم.
صادف وأنا أكتب هذا المقال أن أسمع خبر وفاة الملاكم الشهير والعالمي المسلم محمد علي كلاي، فهذا الفرد المسلم يساوي أمة في زمننا فنحن اليوم كمسلمين نفتخر بهذه الشخصية الرياضية التي حققت شهرتها عالمياً وعندما نتتبع سيرة هذا الملاكم العالمي لوجدناه سخر شهرته لنصرة الإسلام والمسلمين وللإنسانية والدعوة لله ولا يهمني أن أسهب في الحديث عن محمد علي كلاي ولكنني أردته نموذجاً لمعنى الشهرة كونه اليوم حديث الناس.
في المقابل كنت أشاهد مقطعاً وصلني لبطل راليات سعودي يعبر عن الشهرة السلبية التي لا معنى لها ولا أعرف ما هو الهدف منها ولا أريد الدخول في تفسيرها لأننا نحاول الإصلاح وتوصيل رسالة له ولغيره ممن يبحثون عن الشهرة السلبية التي قد تعبر عن أمراض نفسية يعاني منها أصحابها في حياتهم فيبحثون عن الشهرة بأي مقطع وبأي طريقة حتى لو وصلت لمرحلة سخافة الطرح والفعل والفكرة ولأنها كذلك فإنني لن أذكر اسمه هنا عندما يكون هدفنا التقويم وليس التشهير.
أعود لأكرر ما قلته في بداية المقال إن الشهرة مسؤولية أخلاقية ومجتمعية لابد أن تستثمر في نشر الفضائل والأخلاق ورسالة تساهم في توعية المجتمعات ورقيها وبنائها فكرا ومنهجا قولا وعملا لأنها مسؤولية وأمانة، فالمجتمع بأفراده ينتظرون منا مبادرات كلاً حسب قدرته واستطاعته فهناك من يستطيع أن يقضي حوائج الناس وآخر يقدم العدل وذاك ينشر العلم وغيرهم يؤصل ثقافة وأخلاق.
ومنا من يستخدم ماله أو وجاهته أو قلمه وقوله وآخرون جعلوا من سيرتهم وتعاملاتهم وأفعالهم ثقافة وأخلاقا تسير على الأرض لذا على كل نجم أياً كان وفي أي مجال أن يعلم أنه يعيش في مجتمع سيحاسبه إما شكراً ودعاء أو سخطاً وتحسباً وكلاً منا عليه أن يرضى لنفسه المنهج الذي يريد، وأن ننتبه لداء الشهرة الذي قد يكون سبباً في فشلنا وتشويه صورتنا ومما ابتلي به بعض النجوم والأشخاص وسائل التواصل التي أصبحت إدماناً من نوع آخر كشف لنا وجيهاً وفتحت لنا نوافذ لننظر من خلالها لسلبيات حياتهم وفكرهم وطرحهم، فالشخص عندما يسمح لك بدخول حياته فهناك يصعب عليه أن يمثل أو يتقمص شخصية غير شخصيته وعندها يكشف الكثير مما لا تحمد عقباه، فعلينا اليوم أن نكون أكثر وعياً بواقعنا.