|


سلطان رديف
هل نريد صناعة أم إدارة؟
2016-06-12
الإدارة الناجحة هي التي تعالج الأسباب التي تؤدي للأخطاء ولا تكتفي بعلاج الخطأ الذي حدث ثم تتكرر الأخطاء ذاتها مرة بعد أخرى كما انها لا تدير الأزمات ولكنها تسعى جاهدة لمنع حدوث الازمات والعادة التي تعودنا عليها أننا نبحث عن الحلول في أنظمة ولوائح تحتاج للتغيير فالنظام خطأ وتعالج به خطأ فأصبحنا نعالج الخطأ بالخطأ لذلك لن نتوقف في معالجة الأخطاء وسوف تتكرر لأننا لا نضع الحلول الجذرية التي تمنع التكرار نهائياً.
الأمر الآخر كلما يأتي جيل فإنه يرمي بكل الحمل على الجيل الذي قبله وكل إدارة تحمل الإدارة التي قبله وهذا مرفوض لأنك عندما تأتي وتتحمل المسئولية فالمطلوب منك أن توجد الحلول وتصحح الأخطاء وتعالج المرض لا أن تستسلم وتستمر بذات الأخطاء وذات الحلول وذات الأنظمة وذات الطريقة ومن ثم تقول من كانوا قبلي هم السبب.
للنظر على مستوى الدولة اليوم التي أعادت هيكلة الفكر والإدارة قبل الشروع في وضع أي حلول ثم وضعت الرؤية والهدف والاستراتيجية وطريق التغيير ثم أعلنت وبدأت التطبيق فهي عالجت النظام لتعالج كل الأخطاء ولم تعالج الخطأ وتبقي على النظام الذي أوجد الخطأ وكل هذا لم يتطلب أكثر من سنة لتحقيقه ونحن نتحدث على مستوى دولة بكافة وزاراتها ومنشآتها ومؤسساتها وقطاعاتها وكل هذا لأن هناك إرادة قوية للتغيير فما بالك بهيئة أو وزارة أو ناد أو لعبة أو لجنة كل هذه السنين ونحن نعاني من ذات المشكلة ومع هذا نستخدم ذات القرارات والحلول مرة بعد مرة ثم نقول إنها أخطاء متراكمة من الماضي ونجد من يعلل ذلك ويريد منا أن نوافقه الرأي ومثل هؤلاء هم سبب فشل الإدارات لأنهم لا يريدون التغيير.
حتى على مستوى الإعلام سنوات ونحن نسمع التعصب والتعصب ولم نضع نظاماً أو حلولاً جذريه فنراه كل يوم يكبر ويتسع حتى أصبح عادة وميزة يتميز بها المتعصبون فأصبحوا رموزاً وتجارتهم رائجة أكثر من غيرها حتى على مستوى الاستثمار الإعلامي والرياضي نجد من يردد أن السوق سيئة وفي كل العالم أهم سوق هو السوق الإعلامي والرياضي ولكن لأن هناك من يفقد القدرة على إدارة التغيير فلابد أن يظل يتعلل بكل ذلك ليكون الخطأ والمشكلة في السوق وليس في إدارته.
لا أريد اليوم الخوض في مشكلات بعينها ولكن نرجو أن نكون أوصلنا رسالة أن القرار إرادة والإرادة هي القرار وأن تغيير يأتي من الداخل من صانع القرار الذي يحتاج لأن يكون شخصاً يملك أدوات التغيير اللازمة ويعرف ماذا يريد ومن يحتاج ليحقق ما يريد فصناعة الأعمال تختلف عن إدارة الأعمال وهناك يكمن الفرق بين من يصنع ومن يدير والقيادة فن تختلف من شخص لآخر فلا يمكن أن تطلب التغيير ممن لا يملك أدوات التغيير.