|


د . رشيد الحمد
ثقافة الناشئين... مسؤولية من؟
2016-06-22

مفهوما الصحة والرياضة مرتبطان فلا رياضة بلا صحة ولا صحة بلا رياضة، والمجتمعات ذات الصحة العالية تفوقها في مجالات الرياضة واضح وملموس، وأصبح هذان المفهومان من أهم الموضوعات العلمية في المجال الرياضي ليس فقط بل إن الصحة الجيدة للمجتمع مع الرياضة تحفز التنمية والإنتاج وتقلل من نفقات العلاج وتساهم في الناتج القومي، وليس ذلك مستغربا إذا علمنا أن الصحة أغلى ما يملكه الإنسان وكرة القدم من الرياضات التي تحتاج إلى قوام صحيح للاعب في كافة أنحاء جهازه البيلوجي، إذا مورست وتم إهمال الجانب الصحي للاعب ينتج عن ذلك أضرار صحية لها خطورة على حياة اللاعب ومدى استمراريته في الممارسة الجادة وركضه في الملاعب، ونحن ندرك أنه أصبح طموح أي لاعب ممارس لكرة القدم، وبالذات الذين يسعون للحصول على إنجازات وبطولات في أنديتهم همهم أولاً المحافظة على مستواهم وقيمتهم الاقتصادية والفنية، ولن يتأتى ذلك إلا بالمحافظة على صحتهم والابتعاد عن كل ما يهدد حياتهم الرياضية.

 

 

ويعتبر العديد من خبراء الرياضة المتخصصون أن صحة اللاعب الرياضي شرط أساسي لصياغة حياته الرياضية المستقبلية وتنمية قدراته، ويتم ذلك من خلال اكتسابها على مدى مراحل العمر المختلفة وخاصة مراحل الدراسة، ولهذا كلما اكتسب اللاعب الرياضي التدريب الجيد المنظم والمحافظة على صحته وانتظم في البرامج التي تعد له كلما زاد تألقه واستمرت صحته وبالتالي تألقه، لهذا يرى أن سلوكيات اللاعب داخل الملاعب والتزامه تشبه إلى حد كبير التزامه بالتعليم والدراسة، حيث إن التعليم عملية تربوية ولهذا فسلوكه والتزامه يحدده حبه للاستمرار في التميز في ممارسة رياضته، ولهذا فالعناية بالجسم والصحة والملابس والأحذية والتغذية الصحية والابتعاد عن العادات الضارة التي تؤدي إلى الضعف الصحي وهبوط الكفاءة البدنية عوامل مهمة يجب النظر إليها بعين الحسبان، ومراعاة تلك العوامل يؤدي إلى تحسين حالتهم البدنية والفنية.

 

 

ومن خلال متابعتي لبرامج إعداد الناشئين والشباب والبراعم في الأندية يتم تجاهل التواصل مع اللاعبين في مدارسهمً ومتابعة حالتهم النفسية والسلوكية والتعرف على أحوالهم الصحية وتأريخهم الصحي، كما أن الأندية تهمل اللاعبين وينعدم التواصل معهم طوال فترة العطلة الصيفية حتى يحين بدء الموسم الرياضي بشهر على الأقل، وهذه المدة لا تكفي لعلاج وتعديل كثير من السلوكيات الخاطئة سواء في الصحة أو التغذية أو متابعة الوزن، كما أن اللاعب في هذا السن يحتاج إلى أن يتعود على نظام الحياة اليومية العادية من خلال النوم الكافي وعدم السهر والصحة الشخصية والعناية بالجسم والقوام والتغذية الصحة السليمة والملابس وبيئة التدريب .

 

 

ولهذا فأنديتنا وبالذات المسؤولون عن الفئات السنية مطالبون بإيجاد علاقة طيبة لنشر الثقافة الصحية بين لاعبيهم، ووضع جدول زمني وبطاقة صحية لكل لاعب وبرمجة لقياس مستوى اللياقة البدنية والوزن، وكشف طبي لمعرفة حالة اللاعب الصحية مع تقديم الخدمة الصحية له إذا احتاج.

 

 

لأن أغلب الأندية لا تهتم بالجانب الصحي والسلوكي للاعب بكل أسف، ولعل من المناسب أن تحرص الأندية على وضع برامج تدريبية للاعبين بشكل عام والموهوبين بشكل خاص من خلال إلحاقهم خلال الصيف الطويل بالأكاديميات الدولية المتخصصة أو التنسيق مع إحدى الأكاديميات المحلية ووضع برنامج تدريبي لتنمية القدرات والمهارات والسلوكيات وتنمية الوعي بالثقافة الصحية لهم وتوفير معلومات تحذر عن المنشطات والأدوات الضارة ودعوة مختصين بإلقاء محاضرات توضح المشكلات الصحية والسلامة، فهل لنا من مبادرات للمحافظة على شبابنا ومستقبل كرتنا الواعد؟ وفي الختام لا تنسوا أن الصيام صحة.