|


سلطان رديف
القيادات الملهمة
2016-06-26

ليس هناك أسوأ من التفكير السلبي، وعندما يصل هذا التفكير السلبي لرأس المسؤول وعقله فهذا يعني بداية الانهيار للمنظومة التي يعمل بها، لأن التفكير السلبي يولد انهزامية كبيرة تقود للفشل وكل موظف أو عامل لابد أن يجد أمامه قائداً ملهماً يستطيع أن يقدم له الفكرة ويزرع في داخله الإرادة ويغذي في نفسه حب التحدي والقدرة على الإبداع، وما يقدمه اليوم الأمير محمد بن سلمان من نموذج حي للقيادة الشابة الملهمة التي تحفز الفكر والإبداع وتسعى نحو التطور من خلال فتح الفرص وبناء الشراكات واستثمار المكان والزمان والتاريخ وتغيير الواقع فكراً وثقافة بأدوات العلم للمضي قدماً نحو مستقبل يشهد متغيرات عدة لابد من مواكبتها، لذلك على شبابنا اليوم قراءة الأحداث بشكل جيد وانتهاز الفرص والعمل بجدية نحو المستقبل.

 

في الإعلام أشاهد هناك نوعاً من التفكير السلبي والانهزامية في العمل في ظل تشبع البعض بأن الإعلام هو الخبر وأن الخبر انتهى في زمن الإعلام الجديد، لذلك تجد الصحف أصبحت تتبع سياسة المواد المعلبة. وفي الأندية على سبيل المثال أصبح الصحفيون يعتمدون على ما يبثه المركز الإعلامي ولم يصبح هناك إعلام يتواجد في أرض الحدث، فأصبحت الصحف تعتمد بنسبة 90% على المحتوى الذي يصل لها، فصار الإعلام بسبب التفكير السلبي مجرد ناقل مثل العربة التي تنقل البضاعة من نقطة أ إلى نقطة ب وقس ذلك على كافة المستويات. علينا اليوم أن نؤمن أن هناك تفكيراً سلبياً أثر على الإعلام بشكل عام بل هناك نظرة خاطئة للإعلام، فهناك من حول الصحفي والإعلامي من رجل مهنة إلى رجل وظيفة وشتان ما بين الوظيفة والمهنة، فالوظيفة روتين والمهنة إبداع وتفكير، وللأسف إن الكثير من الإعلاميين من القيادات حتى المستجدين أصبحوا يتخلون عن مهنة الصحافة ويتبعون وظيفة الصحافة.

 

لذا لابد أن نعي اليوم أن صناعة الإعلام تغيرت وأن علينا أن ننتقل من نقل الخبر لصناعة الخبر، فالمحتوى الإعلامي اليوم يحتاج لقيادات ملهمة تستطيع صناعة المحتوى الإعلامي وليس إدارة العمل الإعلامي، نحن لدينا اليوم أزمة كبيرة في صناعة المحتوى الإعلامي الذي يقوم على أساس الإبداع والتفكير في كل جديد ومواكبته للمجتمع وملامسته لرغبات القارئ الذي أصبح اليوم لا يبحث عن المعلومة بل يبحث عن تحليل المعلومة وحقيقتها وأسبابها وتداعياتها، بل أصبح المجتمع يبحث عن الإعلام الذي يناقش قضاياه وهمومه، فالإعلام اليوم ليس خبراً بل هو ما قبل الخبر وما بعده والنبيه يستطيع أن يفهم ماذا أقصد.

 

نحن اليوم لدينا منصات إعلامية لا يستهان بها ولكننا للأسف تراجعنا لأننا لم نفعلها بالشكل المناسب ولم نحدث التغيير المطلوب لنواكب زمناً جديداً ولم نحرك العقل كثيراً لنسخر منصات لخدمة منصات وجعلها سلسلة من العمل الذي يبني بعضه بعضاً، فنحن اليوم لدينا أذرع بدلاً من ذراعاً واحدة، ونوافذ متعددة للبيت الواحد بدلاً نافذة، ولكن للأسف من يدير البيت في سبات عميق.