|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





حمود السلوة
بوح العيد
2016-07-08

أيها العيد.. أعطني

بعضاً من بهائك..

بعضاً من بياضك.. أيها العيد..

(كنت أظن.. وكنت أظن)

أنك بوابة فرح

لكل العابرين.. القادمين

من مدن الحزن..

لكنني نسيت (أن بعض الظن!) مثل الرهانات الخاسرة..

أيها العيد.. وأنت في يومك الثالث.. هناك من خذلوك.. وراعيت إحساسهم فجرحوك.. وأعليت شأنهم فأهملوك..

أتدري لماذا أيها العيد؟ لأن هناك بشراً قلوبهم أقسى من عظامهم.. لكن الأكثر إيلاماً أيها العيد.. والأكثر صعوبة

حين تشعر بالخذلان من أكثر الناس قرباً لك (!!).. أيها العيد.. تمسك بحكاياتك وذكرياتك الجميلة.. ولا تتخلى في منتصف الطريق عن الحد الأدنى من كبريائك..

فليس دائماً أيها العيد بأن (القادم أجمل!). ألم تكن أيها العيد من علمتنا بأن الكراهية.. لا تبني حضارة.. ولا تؤسس لسلوك إيجابي..

أليس أنت أيها العيد.. من قلت لنا: ازرعوا الحب.. والطيبة.. والابتسامة.. وروح العمل المتقن.. واللين.. وعززوا قيم التسامح؟ ألم تقل لنا أيها العيد في يوم ما: اليوم هو الغد الذي قلقنا عليه بالأمس؟ ألم تقل لنا أيها العيد: إن البعض يأخذ ويمضي؟ وإن البعض الآخر يهرب بما كسب منك.. ويتركك مذهولاً تلملم شظايا انكساراتك؟ أيها العيد.. في كل صباحاتك المشرقة والمضيئة يمنحك الله فرصاً جديدة لحياة أفضل وأجمل وأكثر أملاً وتفاؤلاً.. وأنت أيها العيد.. من قلت لنا: إن السعادة لا تعني أنك (لا تحزن) وقلت لنا أيضاً: إن السعادة هي أن تملك الرضا على أقدارك وتعيشها حامداً شاكراً ومبتسماً! أيها العيد.. سنغني لك في المخيمات المعلقة على وتر الرجوع.. أو في دمع تركته أمك عشباً على السور..

أيها العيد.. أنت من علمتنا بأن الزمان يمضي.. والعمر يأكل من ملامحنا الكثير حتى أدركنا أيها العيد ـ فيما بعد ـ أن أشياء كثيرة في ملامحنا تغيرت بتقادم العمر والسنوات حتى صورنا ما عادت تشبهنا.. وأجنحتنا أخذت تتكسر كلما أطلنا الوقوف أمام المرآة.. أيها العيد نحتفي بك لأنك المملوء بالبياض والفرح والأمان وابتسامات الأطفال وتحت جناحيك نبض لا يتوقف. يا عيد..

ونحن نطوي يومك الثالث.. هناك من سيتكئ على حزنه ليستمتع بعذوبة البكاء ويكتب خاطره أو قصيدة فيندفع بالكلمات إلى أبعد حدود العذابات والانكسارات والخيبات والذكريات حتى تصبح ملامح الحياة مجرد (نبتة ضوء) أو قطعة من رذاذ الموج الشرس حين يغتال اليابسة.. علمتنا أيها العيد بأن لا شيء يغري الريح بالصحراء إلا أنها تهب الرمال السمر وحشتها وترحل للغيوم الرمادية وعذوبة السحاب..

السحاب الذي يبحثعن (جهة خامسة).. يبحث في شرفات الذاكرة.. في نبض الطريق.. تحت جذوع شجر الرمان.. في زرقة البحر.. ورائحة الرماد من يردد معه بوح (مساعد الرشيدي): حزين من الشتاء.. وإلا حزين من الضماء يا طير ـ دخيل الريشتين اللي تضفك حل عن عيني!