الأسبوع الماضي كنت ضيف برنامج حوار "قبل الإفطار" في مجلة أضواء الوطن الإلكترونية وكان لقاءً خفيفاً.. ظريفاً.. سعدت به خاصة وهو يحقق رقماً كبيراً في عدد المشاهدات تجاوز 13000 مشاهدة، وهذ يدل على انتشار المجلة وارتفاع عدد قرائها، وهو ما يسجل لها. ولقد استمتعت بالإجابة على أسئلة الحوار التي صاغها بروح رمضان وأجوائه الجميلة الصحفي المبدع (خالد العمري).. وكان من ضمن أسئلة البرنامج سؤال ملح وهو: هل للتقنية دور في التأثير على التواصل المباشر مع الأسرة وصلة الأرحام؟ وقد جاءت إجابتي عليه مختزلة تناسب وقت الحوار وهو يأتي (قبل الإفطار): نعم، رغم أنها أوجدت ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي؛ إلا أنها فرضت تباعداً بين الأقارب والأرحام فأصبح التواصل بمشاعر إلكترونية.
استوقفتني عبارة "التواصل بمشاعر إلكترونية" لأنها تحكي واقع الحال اليوم بين الناس في تواصلهم؛ فالأقارب أصبح يتعامل معهم كالأغراب.. رسالة بـ (الواتس) أو (تويتر) تصل لعمك وابن عمك وخالك وابن خالك وقد تغني في التواصل مع الأخ والأخت.. فهي تحقق إشباعاً سهلاً لا يكلف شيئاً، ولكنها توسع الفجوة في التواصل الحقيقي القائم على اللقاءات المباشرة أو حتى الاتصال الهاتفي.
ما أسرع ما تنازلنا وحولنا العلاقات الإنسانية من مصافحة وعناق وابتسام إلى (أيقونات) ترسل من بُعد، اعتمدنا عليها لتحمل مشاعرنا في قالب جامد لعبارات مستهلكة، امتلأ بها الفضاء الإلكتروني، مستغنين عن حميمية اللقاءات المباشرة.. مبهورين بما حققته هذه الإرساليات السريعة من اختصار لمشاوير الزيارات في المناسبات والأعياد.
إن التواصل الإلكتروني وسيلة سريعة وأسلوباً مخنصراً لنقل الأفكار والمشاعر إلى الآخرين.. ولكن الاعتماد عليه بشكل مفرط يقلل من تأثيره ويكرس حالة التباعد الحقيقي المباشر بين الناس، فلا يكفي نص مكتوب ولا صورة للتواصل بين أفراد الأسرة والأقارب.. ما أجمل التواصل المباشر بالصوت والصورة أو عبر الهاتف.. إنه أقرب للقلب، فنبرات الصوت تحمل تعبيراً أكثر صدقاً من الكتابة، خاصة عندما تكون الكتابة نسخ ولصق.
95 في المئة من السعوديين يملكون جوالات، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.
أحد (الطيبين) دهش من تقصير أحد الأقارب في الزيارة أو الاتصال للتهنئة بشهر رمضان والعيد، كما اعتاد طوال الأعوام الماضية، لكن ذلك القريب كان بالفعل قد قدم تهنئته عبر (تويتر).
ملامحنا الحقيقية اختفت خلف أقنعة إليكترونية.. نحزن، فلا يشعر بنا أحد؛ لأننا نضع وجوهاً ضاحكة، فلا نجد من يكتشف الحزن في أعيننا، نقتل مشاعرنا، نحنطها، والأولى أن نبقي عليها حية تمدنا بالأنس بالفرح عبر اجتماعات عائلية وزيارات أسرية وجلسات من الأصدقاء.
اغلقوا حساباتكم في وسائل التواصل الاجتماعي.
استوقفتني عبارة "التواصل بمشاعر إلكترونية" لأنها تحكي واقع الحال اليوم بين الناس في تواصلهم؛ فالأقارب أصبح يتعامل معهم كالأغراب.. رسالة بـ (الواتس) أو (تويتر) تصل لعمك وابن عمك وخالك وابن خالك وقد تغني في التواصل مع الأخ والأخت.. فهي تحقق إشباعاً سهلاً لا يكلف شيئاً، ولكنها توسع الفجوة في التواصل الحقيقي القائم على اللقاءات المباشرة أو حتى الاتصال الهاتفي.
ما أسرع ما تنازلنا وحولنا العلاقات الإنسانية من مصافحة وعناق وابتسام إلى (أيقونات) ترسل من بُعد، اعتمدنا عليها لتحمل مشاعرنا في قالب جامد لعبارات مستهلكة، امتلأ بها الفضاء الإلكتروني، مستغنين عن حميمية اللقاءات المباشرة.. مبهورين بما حققته هذه الإرساليات السريعة من اختصار لمشاوير الزيارات في المناسبات والأعياد.
إن التواصل الإلكتروني وسيلة سريعة وأسلوباً مخنصراً لنقل الأفكار والمشاعر إلى الآخرين.. ولكن الاعتماد عليه بشكل مفرط يقلل من تأثيره ويكرس حالة التباعد الحقيقي المباشر بين الناس، فلا يكفي نص مكتوب ولا صورة للتواصل بين أفراد الأسرة والأقارب.. ما أجمل التواصل المباشر بالصوت والصورة أو عبر الهاتف.. إنه أقرب للقلب، فنبرات الصوت تحمل تعبيراً أكثر صدقاً من الكتابة، خاصة عندما تكون الكتابة نسخ ولصق.
95 في المئة من السعوديين يملكون جوالات، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.
أحد (الطيبين) دهش من تقصير أحد الأقارب في الزيارة أو الاتصال للتهنئة بشهر رمضان والعيد، كما اعتاد طوال الأعوام الماضية، لكن ذلك القريب كان بالفعل قد قدم تهنئته عبر (تويتر).
ملامحنا الحقيقية اختفت خلف أقنعة إليكترونية.. نحزن، فلا يشعر بنا أحد؛ لأننا نضع وجوهاً ضاحكة، فلا نجد من يكتشف الحزن في أعيننا، نقتل مشاعرنا، نحنطها، والأولى أن نبقي عليها حية تمدنا بالأنس بالفرح عبر اجتماعات عائلية وزيارات أسرية وجلسات من الأصدقاء.
اغلقوا حساباتكم في وسائل التواصل الاجتماعي.