|


سلطان رديف
الشفافية تحارب الفساد
2016-07-10

الفساد عندما يدخل في أي منظومة ليس هناك حل له سوى أن تعلن الشفافية على مصراعيها من خلال الإعلان عن كافة التفاصيل التي تخص بيئة العمل ومشاكله وقضاياه، وأن تكون هذه المنظومة أو تلك كتاباً مفتوحاً لأن من يبحث عن النجاح والتطوير ولديه نية صادقة وهدف واضح وطموحات مشروعة وأدوات قادرة على صناعة النجاح تخدم المصالح العامة، فلن يعمل في الظلام ولن يكون لديه ما يخشاه، فنجاحه يعني منجزاً يقدمه للعامة والتاريخ، وعدم تحقيق الهدف أو تحقيق جزء منه هذا يعني أنه اجتهد وعمل وقدم ما يمكن تقديمه بكل وضوح وشفافية وهذا من أهم دروس الإدارة، ولعل منهج الشفافية هو المنهج الذي تقوم عليه اليوم كافة مشاريع الدولة ورؤيتها وبرامج تحولها من خلال رؤية 2030م أو برنامج التحول 2020م التي يقودها الأمير محمد بن سلمان من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، فجميعنا اليوم كمجتمع نعلم ما هو المطلوب من كل وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية، وما يجب أن تحققه خلال السنوات المقبلة، بل ونعرف بأن محاسبة كل تلك الجهات سيكون بناءً على ما سيتحقق. في الرياضة لدينا لابد من الشفافية التامة متى ما أردنا محاربة الفساد فيه، خاصة أننا نتعامل مع مؤسسات أهلية مثل الاتحادات والأندية واللجنة والأولمبية وغيرها من الروابط واللجان، وسبق وحذرنا كثيراً من ممارسات اتحاد القدم السابقة منذ أن كان إدارة مؤقتة ثم أصبح اتحاداً منتخباً، وإلى ما قبل أشهر ونحن نقول هناك قضايا كثيرة يتم التكتم عليها وتمييعها وأخرى اختفت في أدراج المكاتب، ولكن اليوم ولأن هيئة الرياضة تدخلت ولأن رئيس الهيئة بنفسه يتابع الموضوع، فلدينا قضية تلاعب وفساد سوف تشهد قرارات تاريخية وهذا يحسب للأمير عبدالله بن مساعد ويسجل له، ولكني في ذات الوقت أتمنى أن يطلب الأمير عبدالله فتح كافة القضايا السابقة وطلب ملفاتها التي اختفت في أدراج اتحاد القدم، ويفتح تلك الملفات وقضايا الرشاوى التي لم يصدر فيها أي قرار ومن ثم يحاسب كل شخص تسبب في عدم التحقيق أو عدم اكتمال التحقيق أو عدم صدور قرارات فيها لأن من منع ذلك فهو الفساد بعينه وهو المعين والمتستر عليه، فمن الظلم أن يفلت من فلت من العقوبة لأن هناك مسؤولاً غير نزيه أنقذ الفساد من محكمة العدالة.

الأمير عبد الله بن مساعد قدم مشروعين مهمين خلال الأسبوع الماضي في الشفافية، ولعل فتح ملفات ديون الأندية على مصراعيه هو أهم قرار نحو محاربة الفساد المالي والإداري والهدر الذي لا يحمي المستقبل، فما تم هو خطوة وبعدها خطوات لا تقل أهمية نحو بيئة رياضية أكثر احترافية وأوسع شفافية، ولعل المتعصبين لن تعجبهم الشفافية لأنها لا تحتضن الفساد والتخلف بل تحاربه.