|


د. حافظ المدلج
ملحمة رونالدو
2016-07-13

ما زلت مقتنعاً بأن الرياضة تقدم قصصاً ملحميةً تفوق في خيالها أحداث أفلام الخيال العلمي، ولعلنا سنشاهد قريباً فيلماً يجسد ملحمة "ليبرون جيمس" الذي أعاد كتابة تاريخ كرة السلة من خلال قصة أسطورية لو رأيناها على السينما قبل حدوثها على الواقع لقلنا إنها وحي خيال.

 

"رونالدو" قرر أن يجعل كتاب التاريخ مفتوحاً أمامه ليدون فيه أرقاماً قياسية وإنجازات وإعجازاً لا ينافس فيه إلا نفسه، وكأنه البطل الأوحد على مسرح كرة القدم العالمية لتحطيم الأرقام القياسية، حتى أصبح لقب "الهدّاف التاريخي" ملازماً لاسمه في النادي والمنتخب والبطولات الأوروبية، وتلك حالة فريدة لا ينافسه فيها أحد ليؤكد تفرده على عرش الأساطير.

 

"رونالدو" إنسان يحبه كل إنسان واثق من نفسه لأنه المثل الأعلى للكفاح والنجاح، فهو يملك موهبة عظيمة ولكنها لا تمثل إلا جزءاً يسيراً مما وصل إليه هذا النجم المتكامل الذي حيّر علماء الفيزياء بقدرته على القفز والوقوف بالهواء للحظة يوجه بها الكرة برأسه أينما شاء، كما أنه يقوم بأعمال إنسانية تجعله مثلاً أعلى للصغار والكبار من عشاقه فلمساته الإنسانية مع أطفال فلسطين وحالات كثيرة لأطفال محتاجين حول العالم تؤكد أنه الأفضل والأكمل والأمثل بالعالم، يضاف إلى ذلك برّه بوالدته الذي تجلى في هجر شريكة حياته لأنها أهملت واجباً لأمه، ولذلك فإن كتاب المجد أفرد لأعظم نجوم الحاضر فصلاً كاملاً يكتب فيه ما يريد بماء الذهب المستوحى من الكرات والأحذية والميدالية الذهبية التي يحققها في كل موسم، ويقيني أننا سنفاخر أجيال العالم من قبلنا وبعدنا بأننا عشنا حين اعتلى عرش المجد "رونالدو".

 

تغريدة ‪tweet‬

 

استوقفتني بالنهائي ثلاث لقطات: فراشة حطت على عين "رونالدو" لتمسح دمعة الرجل المقهور على حرمانه من مواصلة طريقه نحو الكأس وكأنها تقول له: لا عليك فأنت القائد وستظل القائد وستحمل الكأس كقائد، ثم كان لقاء الجبابرة حين تعانق "رونالدو" مع أستاذه "فيرقسون" فتوقف الكون متأملاً بفخر وانبهار، وأخيراً كان ذلك الطفل البرتغالي يواسي رجلاً فرنسياً بعد نهاية المباراة وكأنه يقول: لقد علمنا "رونالدو" مواساة المكلومين، فكانت ملحمة النهائي تتويجاً لقصة نجم ملحمي يستحق أن تكتب فيه الملاحم والأساطير بعد أن أعاد كتابة التاريخ وتربع وحيداً على عرش المجد، وعلى منصات "رونالدو" نلتقي.