بكثير من الدهشة والاستغراب استقبل الوسط الرياضي الأربعاء الماضي رغبة (مجلس) إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في (إعداد) (مسودة) خطاب رسمي سيرفع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يطلب فيه اتحاد كرة القدم السعودي (تمديد) فترته الانتخابية الحالية حتى عام 2018 وبشكل استثنائي.. كون الفترة (المتبقية) لمجلس الإدارة الحالي مدتها 4 أشهر (فقط) تنتهي بنهاية شهر ديسمبر المقبل 2016.
ـ بصراحة لم تكن رغبة اتحاد الكرة (الحالي) مبررة أو مقنعة أو حتى (منطقية) و(مقبولة) لحالة عدم الرضا.. والانطباع (غير الإيجابي) الذي تركه اتحاد القدم الحالي داخل الوسط الرياضي عن عمل الاتحاد.. فالوسط الرياضي بمجمله يطالب بـ (التسريع) بانتخاب مجلس إدارة جديد خلفاً للمجلس الحالي الذي لم يرتق ببرامجه وخططه (طيلة الـ 3 سنوات و8 أشهر) إلى مستوى آمال وتطلعات وطموحات وأمنيات جماهير الكرة السعودية التي لن تقبل رغبة اتحاد الكرة بـ (التمديد) حتى عام 2018. وهي رغبة خلفها العديد من علامات الاستفهام والتعجب والدهشة والاستغراب.. وكأن (مبرر) التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا لن تقوم ولن تستمر ولن تنجح إلا بوجود (مجلس الإدارة الحالي) المحاصر بكثير من التعقيدات والمشاكل والملفات الشائكة وعدم الرضا والقبول.
ـ لعل اللافت (بصراحة) أكثر أن المتداول حالياً داخل المجتمع الرياضي أن (رغبة) اتحاد الكرة بالتمديد فيها (ذكاء) يكمن في أن الخطاب سماه اتحاد الكرة (مسودة) و(الذكاء) الآخر هو تمرير هذه الرغبة (إعلامياً) لا تخرج عن احتمالين.. إما أن يكون مجلس إدارة الاتحاد الحالي يرغب في قياس ردود الفعل وجس نبض الشارع الرياضي قبل أن تتحول (المسودة) إلى (طلب رسمي).. وبالتالي يبني اتحاد الكرة رغبته الرسمية بطلب التمديد على ضوء (صدى) و(انعكاس) و(ردود فعل الإعلام الرياضي).. هذا الاحتمال الأول.. أما الاحتمال الثاني فهو أن بث الخبر إعلامياً هو محاولة لصرف نظر الناس والمتابعين والجماهير الرياضية عن ملف قضية التلاعب بنتائج دوري الدرجة الأولى.. وهبوط نادي المجزل.. الأمر الآخر هو كيف يجرؤ اتحاد كرة القدم الحالي في تبني مشروع تمديد فترة بقائه دون الرجوع إلى المرجعية القانونية لاتحاد الكرة وهي (الجمعية العمومية) وهي المظلة القانونية التي تملك حق التشريع وآلية تقديم الطلب بدون تجاوز أو تهميش دور الجمعية العمومية وتجاهلها.
ـ لاحظوا أنني أكتب وأبعث هذه الزاوية يوم الأربعاء وقبل انعقاد الاجتماع (العادي) للجمعية العمومية الذي عقد أمس الخميس وعدم تمكني من معرفة رأي الجمعية العمومية فيما يخص القبول أو الرفض لرغبة مجلس إدارة اتحاد القدم (بالتمديد) لولايتهم إلى ما بعد مونديال روسيا 2018.
ـ لاحظوا أيضاً أن مصادر (صحيفة الرياضية) أمس الأول الأربعاء التي نشرت معلومات مفادها بأن هناك (اتصالات غير رسمية) تمت بين مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي الحالي والاتحاد الدولي (فيفا) بخصوص إمكانية وفرصة (التمديد) للاتحاد الحالي طبقاً للأسباب والمبررات التي ستتحول من مجرد (مسودة) إلى (خطاب رسمي) وهذا مرتبط بموافقة الجمعية العمومية لاتحاد الكرة السعودي.. ما يعني في هذا السياق ويظهر بأن هناك (تربيطات مسبقة) بهذا الشأن بين (مجلس) إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم و(فيفا) وربما توفرت ضمانات القبول بنسبة عالية من قبل (فيفا) وموافقته.
ـ اللافت أيضاً والأكثر استغراباً ودهشة أن المتحدث الرسمي وعضو مجلس إدارة الاتحاد الحالي عدنان المعيبد (نفى) نفياً قاطعاً أن يكون لديه علم أو اطلاع بما أسماه اتحاد القدم (مسودة) رغبة التمديد.. وهي الرغبة التي سيرفضها الوسط الرياضي والجماهير الرياضية والشارع الرياضي والبدء بترتيب الإجراءات التي تخص تشكيل مجلس إدارة جديد خلال الأشهر الأربعة القادمة. مجلس يواكب متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقاتها ويواكب تطلعات جماهير الكرة السعودية محلياً وإقليمياً وقارياً وعالمياً.