|


سلطان رديف
صناعة الشباب
2016-07-31

لا يختلف اثنان على أهمية فصل القطاع الرياضي عن القطاع الشبابي، وهو ما حدث للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أصبحت اليوم هيئة عامة للرياضة والرياضة فقط، وهذا بلاشك يعطي الهيئة التفرغ التام في تطوير الحركة الرياضية والتركيز على حل مشكلاتها دون التشتت في ملفات أخرى، فالقطاع الشبابي يختلف كلياً عن القطاع الرياضي شكلاً ومضموناً، ولكننا في ذات الوقت لازلنا نؤكد على أهمية أن تكون هناك مظلة تهتم بالقطاع الشبابي، ونحن عندما نتحدث عن الشباب لا نتحدث عن الرياضة أو الترفيه أو التعليم فقط، بل نتحدث عن الثقافة والهوية والموروث، بل ونتحدث عن الفكر والسلوك والقيم والأخلاق، ونتحدث عن الموهبة والإبداع، وفي ذات الوقت نتحدث عن الاحتواء لكل المشكلات والأخطاء والتجاوزات ومحاربة الشاذ منها بكل الوسائل، وتصحيح ما يمكن لدى هذا الشاب أو ذاك، كل هذا يحتاج لمبادرات وبرامج يغذى بها المجتمع الشبابي، وتدخل في عمق عالمه، ويتفاعل معها في بيته ومدرسته وفي مقر عمله وجامعته.

 

نحن لازلنا في حاجة لهيئة عامة تجمع العمل الشبابي تحت مظلتها، بل ونحتاج منها أن تكون مؤثرة قادرة على صناعة الحراك القوي الذي يجذب كافة الشباب، وعلينا أن نفتح الأبواب لكل مشاكلهم ونشرك معها كافة القطاعات وخاصة القطاع الخاص وبالأخص قطاع البنوك والشركات الكبرى التي لا زلنا نقول إنها تربح المليارات في هذه البلاد الطيبة المباركة ولكنها لا تشارك بشكل فعال وواضح وقوي في صناعة المجتمع، وعلى تلك الهيئة أن تكون واضحة وشفافة مع المجتمع، عندما يرفض القطاع الخاص أن يتعاون لبناء مستقبل هذه البلاد، فمستقبل كل أمة ودولة يقوم بسواعد وفكر شبابها، وعلينا أن ننظر لهذه الهيئة على أنها المصنع الذي نريد منه أن يصنع لنا شباب المستقبل، وعلينا أن نلتفت كثيراً للجانب النسائي الذي سيكون مستقبلاً من أكثر المشكلات التي نعاني منها داخل المجتمع وخاصة الفئة الشابة.

 

إن هذه البلاد وولاة أمرها قدمت ولازالت تقدم وتفكر وتوجد وتعمل لحل مشكلات الشباب وتسخير كل ما يمكن ولكن اليد الواحدة لا تصفق فلابد أن نوجد الجهة التي تقود هذا العمل وتجمع كافة القطاعات والجهات، وعلى الشباب أنفسهم أن يتفاعلوا أكثر نحو بناء مستقبلهم وعلى الشباب والشابات أن يعلموا أنهم عنصر فعال وإيجابي داخل مجتمعهم متى ما أرادوا ذلك، وإن المستحيل يصنع بسواعدنا وعقولنا وتكاتفنا، وإن الله سخر لنا ما على الأرض ولكنه أمرنا بالسعي والعمل، وأن ليس منا كامل فكل منا لديه جوانب ضعف وقوة، وكل منا يحتاج للآخر ليكون مكملاً له، بهذه الثقافة نصنع المستحيل، فللحياة قوانين علينا أن ندرسها ونؤصلها، لنعرف كيف نصنع الحياة وليس كيف نصنع العيش، فما بين العيش والحياة فارق ما بين السماء والأرض.