|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





وحيد بغدادي
ريمة (الأميرة).. شعلة (منيرة)
2016-08-03

استبشرت المرأة السعودية بموافقة مجلس الوزراء على تعيين الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان وكيلة لرئيس الهيئة العامة للرياضة، والتي حققت عام 2014 المركز الــ31 في قائمة (مجلة Forbes) لأقوى السيدات بالوطن العربي، وتصدرت قائمة (مجلة Fast Company الأمريكية) للشخصيات الأكثر ابتكاراً عام 2014 وذلك لمناداتها بتمكين المرأة السعودية داخل سوق العمل.. والسؤال الأهم ماهي التطلعات المستقبلية للرياضة النسائية؟

 

بدأت الرياضة النسائية السعودية عن طريق الرياضة المدرسية بالمدارس الخاصة في مدينة جدة بداية بالستينيات الميلادية.. وفي عام 2003 تأسست بعض الفرق الرياضية النسائية لألعاب كرة القدم والسلة والطائرة في جدة أيضاً.. وتأسست أول أكاديمية رياضية نسائية سعودية عام 2006.. وبعدها بعامين تم تعيين الفارسة السعودية أروى مطبقاني عضوة في الاتحاد السعودي لرياضة الفروسية.. ومالا يعرفه البعض، هو وجود أكثر من 25 فريقاً رياضياً نسائياً؛ (2) بالعاصمة الرياض (3) في جدة يمارسن لعبة كرة القدم و(20) فريقاً رياضياً نسائياً بالمنطقة الشرقية يمارسن ألعاباً مختلفة (كرة القدم والسلة والطائرة وحتى كرة اليد).. وقد بدأت بالفعل بعض الأندية النسائية بطلب الحصول على تراخيص لمزاولة الرياضة النسائية.. وكان أول تمثيل رياضي نسائي في المحافل الدولية في أولمبياد لندن 2012 عندما ضمت البعثة السعودية (سارة العطار) التي شاركت في منافسات ألعاب القوى في مسابقة 800 متر ووجدان سراج في لعبة الجودو.. وستشهد (الشعلة الأولمبية الصيفية 2016) في "ريودي جانيرو" بالبرازيل وجود (4) متسابقات سعوديات بوفد المملكة المشارك في الألعاب الفردية كالجودو ومسابقات الجري ومن المتوقع مضاعفة العدد في أولمبياد 2020.

 

ويعتبر ملف "الرياضة النسائية" من أكثر الملفات جدلاً في السعودية بين مؤيدين للطرح ومعارضين، وفيما يطالب البعض بضرورة تفعيل أنشطة الأندية النسائية، فإن الغالبية تشترط تطبيقها وفق ضوابط محددة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية.. ويترقب الشارع الرياضي في سبتمبر المقبل أن تصدر الهيئة العامة للرياضة لائحة إنشاء الصالات الرياضية النسائية كما تم الإعلان عن ذلك.. ومن المتوقع أن يتم البدء بتفعيل الرياضة المدرسية للبنات في العام المقبل والذي سيكون بالون الاختبار لتطبيق الضوابط الشرعية التي ينادي بها الكثيرون.. وفي أول تصريح لــ (أميرة الرياضة النسائية) تطرقت إلى تطلعات الشابة السعودية وضرورة الاهتمام بموهبتها وكيف أن الشغف يتزايد لممارسة الرياضة وطموح الهيئة العامة للرياضة بالاهتمام واحتواء هذه الرغبات.. ولم تغفل رؤية السعودية 2030 هذا الجانب فقد شملت الخطط رفع نسبة ممارسة الرياضة إلى ثلاثة أضعاف النسبة الحالية للجنسين (ذكوراً وإناثاً).. وبحلول 2020 سيكون هناك 450 نادياً للهواة كما شملت الرؤية إطلاق برنامج "داعم" لتحسين جودة الأندية الرياضية والثقافية وتوفير الدعم المادي ونقل الخبرات الدولية بما يكفل سوقاً واعدة لكرة القدم وباقي الألعاب للارتقاء برياضة المجتمع الأمر الذي سيوفر مداخيل وأرباحاً للأندية.

 

الرياضة النسائية ليست مجرد نشاط أو أسلوب حياة جديد بل هي مشاريع استثمارية ضخمة ستوفر آلاف الوظائف النسائية لفتيات هذا البلد الأمر الذي يتطلب وجود تخصصات جديدة في سوق العمل بما يتناسب مع هذا التغيير كتأهيل أخصائيات للعلاج الطبيعي والتدريب اللياقي ومتخصصات في برامج التغذية وإداريات وغيرها.. وبعيداً عن الاستثمار الرياضي وتطلعات الرياضيين نحو مستقبل الرياضة النسائية فإن الحمل على وكيلة الرياضة النسائية (أميرة الرياضة) سيكون ثقيلاً وثقيلاً جداً لإرضاء وإشباع رغبات الجميع بما يتوافق مع العادات والتقاليد حيث إنها تمتلك الآن مفتاح تغيير المجتمع، الذي يتبلور حول المرأة كركيزة أساسية كـــ (أم) و(أخت) و(زوجة).. فهل تحمل ريمة (الأميرة) شعلة (منيرة) للرياضة السعودية وبما يرضي الجميع؟