|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
فكر ضائع
2016-08-12
لو سألت أي عربي مثقف ـ وحتى غير مثقف ـ عن الفرق بين الشعوب المتقدمة والمتخلّفة؛ لقال لك إن الفرق يكمن في أن الشعوب المتقدمة تنتهج أسلوب التفكير المستمر بينما الشعوب المتخلّفة لا تفكر؟
ولو بحثت عن أسباب التقاعس الذي أصاب أخا العرب؛ لوجدته ببساطة في أن أفكار هذا (المسكين) لا تحظى بعناية من يهمه الأمر.. وأعني بذلك المؤسسات التي تحتضن الأفكار الإبداعية وتحولها إلى أعمال مفيدة. وهذا سبب التحول في توجهاته فأصبح يمارس سلوكاً متناقضاً مع مبادئه التي تلقاها بلا وعي في المدارس وأصبح يسمعها كثيراً على المنابر ويهذي بها طويلاً على الواتس أب ويغرد بها منتشياً على تويتر.
الحياة تتوقف إذا لم يكن هناك تفكير.. والمشاكل التي ما زلنا نعاني منها تدل على أننا قد عطلنا التفكير فيما يعود بالنفع على مجتمعاتنا، وتفرغنا للتفكير في ما يجلب النفع جزئياً لأنفسنا بأنانية مفرطة.
من الطبيعي أن تفكر في محيطك وتحاول أن تتعرف على نقاط ضعفك ونقاط قوتك وفي إمكانية تطوير مواهبك وفيما يضمن نجاحك.. المهم أن يحقق هذا التفكير منفعة عامة وألا تكون كل هذه التطورات في شخصيتك تستثمر في نطاق ضيق جداً نتيجة لهذ الحال المائلة التي نعيشها.
وستبقى هذه الحال المائلة حكاية التخلف لأن من يملك السلطة فيها يملك القوة لتسهيل جميع شؤونه.. ولن نرتقي إذا استسلمنا لهذا الأمر، وظل سائداً.
نحن نملك موهوبين كثر ـ كشف عن بعضهم (أنستجرام) حين غابت المؤسسات التي تحتضنهم ـ ولا بد أن نستثمر فيهم، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أحكمنا أعمال المؤسسات العامة فأصبحت تقدم خدماتها للجميع بشكل عادل دون محسوبية، تماماً كما هو حاصل على مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الداخلية، ولا بد أن يقضى على ألوان الفساد في سائر المؤسسات المدنية.
لا بد أن ندرك الفائدة من كل هذه الإصلاحات التي ننادي بها.. يجب ألا تغيبها سهولة العيش الذي ننعم به.. لا بد أن نفكر كثيراً ونضع آليات التطبيق.. نحن نملك ثروة بشرية مميزة من الظلم أن تقتلها المحسوبية والاتكالية.
أعيدوا الكرامة للفكر والمفكرين.