|


سلطان رديف
صناعة البطل الأولمبي
2016-08-14

لا يمكن أن ننجح في صناعة البطل الأولمبي ونحن لا نملك ثقافة متكاملة في التعامل مع هذه الصناعة بكافة أطرافها وتفاصيلها وعلينا في ذات الوقت أن نؤمن دائماً بحدود قدراتنا وصناعة أهدافها وفق ضوابط واقعنا وإمكانياتنا التي نمتلكها.

فعندما نتحدث عن البطل الأولمبي علينا أن ننظر للرياضة المدرسية والجامعية هل هي تقوم بدورها في نسيج العمل الرياضي بشكل متكامل وهل نستطيع من خلالها أن نكتشف المواهب ونطورها ونحافظ عليها، لا شك أن واقعنا الحالي يقودنا لإجابة واحدة وهي ..لا.

كما أن القطاع الخاص هو محور مهم في الرعاية والتمويل وبلا أدنى شك ليس هناك أي تفاعل أو عمل مشترك أو تعاون ما بين القطاع الخاص والرياضات الأولمبية ولاعبيها وأبطالها وهذا جانب آخر يعطل عجلة صناعة البطل الأولمبي.

كما أن القطاعات الحكومية الأخرى وما تقدمه ومن رعاية واهتمام وتسهيلات للبطل الأولمبي ومميزات تكون محفزة وداعمة لا يكاد يذكر في منظومة العمل الرياضي فكيف لنا أن نجعل فكرة البطل الأولمبي طموحاً وهدفاً وأمنية وتحدياً لهذا الشاب أو ذاك يعيشها ويعمل ويجتهد للوصول لهذا اللقب.

أيضاً المجتمع وهو محور مهم جداً في هذه الصناعة هل يعي أهمية البطل الأولمبي وهل يحتفي به وماذا يعني له أن يكون لديه بطل أولمبي وتلك بحد ذاتها ثقافة لابد أن نؤصلها وغيابها لا شك أنه يؤثر في مسيرة هذه الصناعة ويؤخر من تطورها ونجاحها.

والجانب الأخير هو الإعلام الغائب دائماً عن ساحة البطل الأولمبي، وإن تواجد فتواجده وقتي لا يتجاوز المناسبة أو المنجز ثم يختفي عن عالم البطل الأولمبي فيصبح تاريخاً يذكر للاستشهاد فقط أو عدداً ورقماً عن سرد المنجزات.

صدقوني بعد سنوات طوال في الوسط الرياضي كإعلامي عملت صحفياً وكاتباً ودخلت في دهاليز الاتحادات الرياضية واللجان الأولمبية والمؤسسة الرياضية واطلعت على الكثير من أسرارها وتعاملت مع الكثير من ملفاتها وساهمت هنا أو هناك بقليل أو كثير ُ ذكر أو لم يذكر لا تحتمل أمانة قلمي أن أرمي بالمسؤولية على الاتحادات الرياضية التي لا تملك % 10 من ميزانية صناعة البطل الأولمبي ولا أستطيع لوم اللجنة الأولمبية لا الحالية ولا سابقاتها عن عدم تحقيق مستوى الطموح بل ما تم تحقيقه في سنوات مضت من نتائج هو إنجاز كبير في ظل ظروف ومعطيات وواقع كانت ولازالت تعيشه.

اليوم أرى قيادات تعمل وتخطط ولديها طموح وهدف وتسعى لتحقيق المنجزات في هذا الجانب وتجتهد وهذا بلاشك يبشر بالخير لأن الإرادة بداية الطريق، ولكن لابد أن نعرف أن هناك بيئة لابد أن تعاد صياغتها وصناعتها في اتجاهات عدة، ومن هنا أقول نحن نحتاج لقرار يفرض على الشركات الكبرى أن تسهم بجزء من أرباحها في صناعة الرياضة والشباب وخاصة البنوك والشركات البترولية ولنا عودة.