|


سلطان رديف
ثالوث النجاح
2016-08-21

أي عمل نوعي وشامل وذي رؤية وإستراتيجية ويحقق أهدافاً بعيدة وقريبة المدى لابد أن يقوم على شراكات تجمع أدوات النجاح، وأي عمل تتحد فيه الجهود لابد بإذن الله أن ينجح لأن في الاتحاد قوة وكل طرف وجهة وشريك يستطيع أن يغطي و ُ ينجح الجانب المتخصص فيه.

وقلت وسوف أعود لأكرر اللجنة الأولمبية لديها طموح كبير ولكن هذا الطموح لن تحقق ُ عشره وهي تعمل وحدها ولو ضمت في جنباتها أفضل الكفاءات ليست المحلية فقط بل والعالمية فاليد الواحدة لا تصفق وهي لديها ثلاثة مصادر رئيسية للنجاح (القطاع الحكومي القطاع الخاص الإعلام) وإذا لم تتحد هذه القطاعات الثلاثة في عمل يقوم على أساس المصالح المشتركة وكل منها يفيد الآخر أيضاً لن تحقق نجاحاً ملحوظاً ولو عملت لعشر سنوات مقبلة.

وقبل سنوات ذكرت أن مشكلتنا في الرياضة أننا ندير الأزمات ولكننا لا نقضي عليها وحلولنا دائماً وقتية أو مسكنات لأجل ثم نعود فنعيش في ذات المشكلة ولكننا لا نسعى لحل الأزمات وضمان عدم تكرارها وعودتها مرة أخرى.

وعلينا اليوم ألا نكون جلادين ننتقد لمجرد النقد الذي أصبح أسهل وظيفة في هذه الأيام فالكل نراهم وعبر وسائل عدة ينتقد كل شيء ولكننا نريد من يجتهد ويفكر ويقدم ما يعين هذا المسؤول أو ذاك ليشارك مع مجتمعه في صناعة القرار هنا أو هناك (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) والكلمة أمانة إما أن تخرج بخير أو الصمت حفظاً وسلامة.

الرياضة اليوم بكافة جوانبها التنافسية والترفيهية والسياحية لابد أن نجعلها صناعة وعندما نقول صناعة أي أن لها نتائج إيجابية وملموسة ومؤثرة في المجتمع والاقتصاد وعلى الصحة والأمن وأن تصبح ثقافة ونصنع منها واجهة حضارية ونضمن واقعاً مستمراً للنجاح والتفوق والنجاح بالنسبة لي لا يعني تحقيق النتائج فقط بل هو خلق البيئة التي تساهم في صناعة النجاح فالبيئة هي الحاضنة الأولى التي من خلالها نصنع طريق نجاحنا.

في فلسفة الحياة نعرف أن البناء دائماً ما يكون صعباً ومكلفاً ويحتاج إلى الوقت ولكن المهم هو أن تبدأ على أسس قوية ومتينة تضمن الصمود لهذا البناء أو ذاك لسنوات عدة ويتحمل عوامل الزمان وتقلباته ولعل العوامل الثلاثة التي ذكرتها في بداية مقالي تحتاج إلى مهندس يستطيع أن توجد لها بيئة تعمل من خلالها بمسارات متوازية يدعم كل منها عمل الآخر وبمصالح مشتركة يغذي كل منها الآخر وعلى أسس قوية يحمل كل منها الآخر فيصبح المجتمع أينما توجه يشاهد هنا رياضة تنافسية وهناك رياضة ترفيهية وأخرى سياحية فتصبح الرياضة عادة وسلوكاً وثقافة واقتصاداً وأمناً وصحة تساهم في بناء المجتمع ومن خلالها نعمل داخله فهذا الفكر والمنهج هو ما نحتاج إلى تأصيله اليوم.