|


دلال الدوسري
الاتفاق الجديد
2016-08-25

حينما نتحدث عن ممارسة المسؤولية الاجتماعية في الأندية السعودية المحترفة، فلا نجد في  صدارة المشهد سوى نادي الهلال الذي أطلق شرارة هذا الحراك الإيجابي في العام 2012، والنادي الأهلي الذي ينافسه بقوة منذ ثلاثة مواسم، وبلا شك أن في استمرار الناديين وتطور مخرجاتهم دلالة على الخطط طويلة المدى التي يلتزمان بها. وعلى الجانب الآخر لا يزال هناك قلة قليلة من الأندية تنفذ مشاركاتها بشكل متقطع أو دون خطط واضحة أو حتى دون ارتباط بالنشاط الرياضي الذي هو النشاط الأساسي لعمل الأندية، وما بين الجانبين يغرق البقية في سباتٍ عميق. 

وخلال الرصد الإعلامي لما يُقدّم، لاحظت تحركات لنادي الاتفاق بشكله الجديد ـ كما أطلق عليه رئيسه الشاب خالد الدبل ـ عبر عرض خطة إدارة المسؤولية الاجتماعية في النادي أمام  أمير المنطقة الشرقية في لقائه معهم نهاية الموسم السابق، ثم بتوفير الدعم المعرفي لمدير الإدارة أنس السويدان عبر إلحاقه ببرنامج تدريبي مختص بالمبادرات النوعية في المسؤولية الاجتماعية، وتلاها إعداد للموسم الجديد. 

ومع انطلاقة الموسم كان الاتفاق النادي الوحيد المستعد للانطلاق بمسؤولياته الاجتماعية، ففي الجولتين الأولى والثانية وقبل أن تحلّ فترة التوقف نفّذ الاتفاق ثلاثة برامج مدروسة، فقدّم 500 تذكرة موسمية لأبناء الجمعيات الخيرية عبر الشراكة مع المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام "إخاء"، وهو الأمر المختلف عمّا قُدم سابقاً لاستثماره فكرة التذاكر الموسمية وربطها بخلق "ولاءٍ  مستدام" مع أبناء المنطقة. ثم بادر وشكّل فريقاً من منظمي البيئة النظيفة لمتابعة تفعيل قرار الهيئة العامة للرياضة بمنع التدخين في المدرجات كأول ناد يربط أحد برامجه في المسؤولية  الاجتماعية بجهة الارتباط الحكومية باعتبارها أحد أصحاب المصلحة، ثم نفّذ شراكته مع مستشفيات المانع ـ من أهم مستشفيات المنطقة الشرقية والراعي الطبي للنادي ـ وبهذا كسب قيمة مضافة متبادلة للطرفين من الرعاية عبر تقديم عبوات المياه والنصائح التوعوية وقت  المباريات لتفادي الجفاف في ظل الأجواء الحارة حالياً. 

نعم ما تم تقديمه ليس استثنائياً ولكنه احترافي جداً من وجهة نظر متخصصة، ويبقى الأهم أن يستمر الاتفاق على ذات المنهج، بنفس التوجه الإستراتيجي والوقع الزمني، وأجزم أنه سيجني ثمار خططه واستعداده المبكر ليكون المنافس الجديد. 

برأيي أن توليفة "الاتفاق الجديد" هي: الدماء الشابة، فكر المتخصصين والإرادة الجادة، وهي توليفة النجاح أينما حلّت، وقد يكون بين أسطر هذا المقال ما يعتبر دافعاً لأندية السبات أن تكون  المنافس القادم.