|


سلطان رديف
MBC .. استنساخ الفشل
2016-09-04
العمل الإعلامي في أي مجال من مجالاته يعتمد على الإبداع والممارسة وصناعة المحتوى بأدوات الإعلام المهنية الصحيحة وفهم الأحداث وطريقة التعاطي معها من خلال جذب المتابع الذي أصبح اليوم يمتلك ذائقة مختلفة لم تستطع بعض المنصات الإعلامية أن تواكبها بشكل صحيح بل ما زالت تسير على النمطية ذاتها التي تحاكي ذائقة ما قبل 20 عاماً بل ما نشاهده اليوم هو تكرار مستمر للمنتج ذاته، خاصة في البرامج الرياضية التي لا تختلف في شكلها ومضمونها عن بعضها البعض بل لا أبالغ لو قلت إننا نشاهد استنساخاً فقط وتكراراً للمحتوى ذاته من قناة لأخرى وفي وقت واحد.
في سنوات ماضية كنا نقول إن القنوات الرياضية لم تكن تستغل سيطرتها على المشهد الرياضي في خلق برامج جاذبة تجعل المشاهد يستمر معها حتى لو فقدت الدوري فليس الإعلام الرياضي مباراة عندما تنتهي ينتهي كل شيء بل المباراة جزء من المشهد ولم يكن هناك من يسمع فشاهدنا برامج متكررة بمحتوى ضعيف جعلت المتابع يهرب عن الاستمرار في المتابعة والخطأ ذاته يحدث اليوم مع قنوات أم بي سي برو وبالتقليدية ذاتها التي سارت عليها القناة الرياضية مع اختلاف بسيط في الشكل وليس المضمون.
تقول معلوماتي التقريبية إن القناة الرياضية السعودية كان دخلها في عام 2010 أي قبل حقوق حصرية الدوري يصل لـ 17 مليوناً ومع بداية حقوق النقل قفز لـ 22 مليون ريال وفي السنة الثانية من النقل قفز لـ 32 مليوناً ثم 36 مليوناً وبعد انتهاء العقد لم يتجاوز في سنتين ثلاثة ملايين؛ أي أنها لم تحقق تكلفة برنامج وهذا مؤشر خطير سأترك تحليله لوقت آخر ومع هذا ليس هناك تحرك حقيقي للتغيير والتطوير والعمل على خلق المنافسة بشكل أو بآخر.
قنوات إم بي سي برو تستنسخ التجربة بذات الوجيه وتركز اليوم على المباراة فقط فجعلت هناك انطباعاً ذهنياً عند المشاهد أنها قناة مباراة وتعجز عن تقديم ما يمكن أن يجعلها تخرج على أنها قناة رياضية تقدم محتوى برامجياً عميقاً يخدم المشاهد ويخدم المنظومة التي تعمل فيها والمجتمع الذي تستهدفه وليست قناة مباراة واستمرت بالتقليدية ذاتها بل إنها عندما أرادت أن تعمل قدمت برامج بطابع تهريجي لم يكن يضيف للمشاهد غير أنه يضحك وقد لا يضحك ولعلي أتوقف هنا لأن ليس كل ما يعلم يقال فما يهمنا إيصال الرسالة الصحيحة بالشكل الصحيح الذي ينفع ولا يضر ويحقق المصلحة العامة وليس الانتصار الشخصي.
ففي الإعلام القائد أهم شخص في المنظومة التي ستتحرك على قاعدة فكره وقدراته واحترافيته والضعف دائماً فيها عندما تطغى المصالح الخاصة على مصلحة المنظومة وأعيد وأكرر نحن في عصر خلق الشراكات وصناعتها التي من خلالها سنحارب المصالح الخاصة.