|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
اجتنبوا الظلم
2016-09-09
صور الظلم وألوانه في حياتنا تكاد لا تنتهي .. فأخذ أموال الناس بالباطل ظلم، وأخذ الرشوة ظلم، وتعطيل معاملات الناس ظلم، وإجحاف من يستحقون ظلم.. ولن ينجو الظالم بتعديه ولن يعذر الساكت على الظلم بصمته، وهو قادر على أن يأخذ على يد الظالم، فما بالك بمن يشارك له في ظلمه، فعذاب الله نازل عليهم جميعاً، قال الله تعالى: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
الظلم لا تبقى معه دولة، ولا حضارة، والعدل يدوم معه الملك ولو كان كافراً، قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).
وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه: «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم»، وكان معاوية ـ رضي الله عنه يقول: «إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرًا إلا الله».
فاستعن بالله يكفيك.. فإن كان لك خصوم ظلمة، قد تضافروا عليَّك وصاروا يدًا واحدة، فقل: يد الله فوق أيديهم، فإن زاد مكرهم فقل: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فإن كانوا من فئة كثيرة، فتذكر: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».. كان يزيد بن حاتم يقول: «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».. وقيل: «من سَلَبَ نعمةَ غيرِه سَلَبَ نعمتَه غيرُه»، ويقال: «من طال عدوانه زال سلطانه».. وقال عمر ـ رضي الله عنه: «واتقِ دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة».
ومن أسباب الظلم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، والهوى وقد حذر منه الله تعالى فقال عز من قال: (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا)، ورغب في اجتنابه قال سبحانه: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).
الظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويجلب غضب الرب سبحانه، فيسلط على الظالم البلايا في الدنيا قبل الآخرة، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولكي تنجو بنفسك من شر الظلم تذكر تنزه الله عنه، وانظر في سوء عاقبة الظالمين، واستحضر مشهد الفصل بين العباد يوم القيامة، وأخيراً الزم الذكر والاستغفار ليكون لك حارساً: قال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).