|


سلطان رديف
الرياضة .. ترفيه وسياحة
2016-09-11
التطور لايكتمل عندما نعتمد على الأدوات فقط، بل لابد أن يواكبه تطور في الفكر والثقافة والرؤية وتعدد المسارات والتوسع بما يتوافق مع الزمان والمكان ويحقق الرغبات وينسجم مع المستقبل، وتغيير الشكل لايعني تطور المضمون، ولكن تطوير وتغيير المضمون لاشك إنه ينتج شكلاً جديداً.. والنجاحات لا تخلقها العادات مهما كثرت.
الرياضة لدينا تغيرت كثيراً في شكلها، ولكنها لم تتغير كثيراً في مضمونها، وحان الوقت لنعمل على خلق رياضة جديدة بفكر آخر، ندمج من خلاله الرياضة في عمق المجتمع بعيداً عن المنافسات والبطولات التقليدية التي لاشك أن لها أهميتها وتطورها الخاص بها وأهدافها التي وجدت من أجلها، ولكننا نحتاج لحراك جديد، نغير من خلاله مفهوم الرياضة كما وكيفاً شكلاً ومضموناً، ومن هنا أوجه مقالي اليوم لهيئة السياحة وهيئة الترفيه، اللتين عليهما أن تنظران بعمق وتمعن لأهمية إيجاد الرياضة السياحية والرياضة الترفيهية، وأن تكون موجهة ومهتمة بتفعيل دور الرياضة في المجتمع وإحداث حراك رياضي سياحي ترفيهي لن يقل أهمية عن الرياضة التنافسية، فنحن لدينا الكثير من الرياضات التي من الممكن أن تكون مؤثرة في ترفيه المجتمع وفي ذات الوقت برنامج سياحي جاذب يخرج الأسرة والمجتمع من عادة الأسواق التي أصبحت ملاذها في الترفيه والتنفيس، وأن نخلق بيئة تجمع بين الممارسة والترفيه والمتعة التي تستوعب شبابنا، وللأسف إن الأفكار في هذا المسار كثيرة جداً ولكنها تصطدم بعدم وجود بيئة ومنشآت تحتوي وتستوعب الكثير من المشاريع أو عدم وجود التمويل المالي الذي يجعل منها أفكاراً ناجحة على أرض الواقع يمكن تسويقها مستقبلاً أو عقولاً تستوعب أهميتها وقادرة على توظيفها بالشكل والطريقة المناسبة.
نحن اليوم نشاهد برامج سياحية وترفيهية في بعض المدن غير جاذبة ولا ترتقي أبداً لقناعة الأسرة السعودية بل ولا تستهويها وتصرف عليها الأموال، وبرامج أخرى مكررة في كل عام أو برامج وفعاليات ليس لها علاقة لا بالسياحة ولا بالسائح فأصبحت من العادات المملة، حتى البرامج الترفيهية أصبحت عبارة عن أسواق ولا أعلم لماذا تسمى ترفيهاً.
ما يهمني اليوم أن أوصل رسالة بأن الرياضة صناعة علينا الإيمان بها وبقدرتها على أن تكون مؤثرة داخل المجتمع سياحة وترفيهاً وصحة وأمناً واقتصادا وثقافة، وإنها قادرة على احتواء الشباب وتوظيفهم واستثمار قدراتهم عملاً وتطوعاً.
الإرادة مع الشخصية القادرة على خلق الشراكات التي تقوم على أساس المصالح المتبادلة والدفع بها نحو النجاح، هي المعادلة التي تنجح أي عمل رياضي أو غير رياضي، وعند اختلال مثل هذه المعادلة سنشاهد مشاريعاً وأفكاراً تبدأ وتنتهي ولاتؤثر ولاتستمر، وعلينا دائما أن لا ننظر للكم، فقد يكون لدي 100 مشروع وبرنامج وفكرة ولكنها لا تحقق الهدف والرغبة، وقد يكون لدي 10 مشاريع تحقق كل ما نريد وأكثر.