|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
في مدرسة محمد
2016-09-16
كانت الزوجة في السابق تنادي زوجها (يا سيدي).. وإني لأجدها كلمة تبقي على التوازن وتلطف الأجواء في حالات الخصام.. ولا أدري إن كانت المرأة ستستمر في ذلك عندما تكون السماء ملبدة بغيوم تعكر سماءهما، أو لعلنا نراها تستبدل هذه الكلمة الممتلئة بمشاعر الطاعة بكلمة أخرى تبقي على الاحترام أو ليتها تكتفي بإسقاطها على طريقة السيدة عائشة فمن لطائف المعاملة الزوجية ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى.
فقالت له: كيف ذلك يا رسول الله؟ أي كيف تعرف رضاي من غضبي؟ فقال: (إذا كنت راضية عني قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم)، فقالت عائشة رضي الله عنها: أجل والله ما أهجر يا رسول الله إلا اسمك.
قد يقع ما يوجد الخلاف والنزاع بين الزوجين، ولكن لا بد أن يكون لذلك حد، فلا تتجرأ المرأة على زوجها وتشتمه ولا تنتقصه وتذكره بما يسؤوه، ولا تنعته بما لا يحب ولا تصفه بما يكره، ولا تذكره بعيب وإن كان فيه، لئلا توغل صدره فتنفخ في نار الشحناء البسيطة والمخالفة اليسيرة، فإذا بها تغدو مشكلة كبيرة وصراعاً عنيفاً لا يحل بسهولة. وعلى الرجل بالمثل أن يراعي ذلك كله.
انظر إلى أدب عائشة ـ رضي الله عنها ـ وحسن تقديرها وتعظيمها لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد استطاعت أن تبين مرادها، فأشعرت الرسول بأنها غضبى حتى يتلطف معها.. تفعل ذلك بأقل القليل الذي يغني عن غيره من صور التجاوز والتطاول التي تصدر من النساء اليوم، فراحت تقول إذا كانت غضبى: "لا ورب إبراهيم" وإذا كانت راضية تقول: "لا ورب محمد"، وما أخطأت في قوليها وإنما أحسنت في التأدب مع رسول الله، وانظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما قال لها: إني أعرف إذا كنت غاضبة؛ ليس ليقابل غضبها بغضب، وإنما ليستل هذا الغضب ويدخل هذا المدخل اللطيف الودود المحب، ويقول لها مداعباً وملاطفاً: أني أعرف حال غضبك وبيّن لها أنه قد بلغته رسالتها، وعرف مقصدها، وفي هذا إشارة إلى حرصه ـ بأبي هو وأمي ـ على أن يمحو ما كان من سبب هذا الغضب.
هذه مدرسة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نجد فيها كل أسباب السعادة، فحري بِنَا أن نتعلم منها ما ينفعنا ويقودنا إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.