|


سلطان رديف
الرياضة تحتاج إلى تنظيف
2016-09-18
الأرض الخصبة التي لا يحسن المزارع زراعتها لن ننتظر منها ثمراً يانعاً كما أن الثمر الذي يزرع لابد أن تكون البيئة مناسبة له فثمر الصيف لن يخرج في الشتاء وثمر الشتاء لن يثمر في الصيف فأي بيئة لها مخرجات حسب ما تحتويه هذه البيئة أو تلك من مقومات يمكن العمل من خلالها.
نعرف جميعاً أننا نملك بيئة رياضية جاذبة وأن الرياضة هي المتنفس الوحيد الذي يسيطر على المجتمع وأن كرة القدم هي صاحبة الجماهيرية الأولى ولكننا ونحن نعلم ذلك لم نستطع أن نستغل هذه البيئة الاستغلال الأكبر فمنتخباتنا وأنديتنا ما زالت غائبة عن المنجزات القارية (ولن أقول الدولية لأنها ما زالت بعيدة) لسنوات عديدة واتحاد قدم تغيب عنه أبجديات العمل المؤسسي الصحيح والأندية السعودية تعاني من ضوائق مالية وديون والإعلام ما زال يتحدث بلغة القرن الماضي والجمهور ما زال يزداد تعصباً ولغة المؤامرة أصبحت اللغة السائدة في البيانات والاحتجاجات والتصريحات وكلٌ يرمي على هذا وذاك وكل هذا مؤشر ينذر بما هو أسوأ متى ما كنا نتفرج على كل ذلك ولم نتقدم نحو التغيير الفعلي الذي يعالج الكثير من المشكلات ويضع الأساس نحو تنظيف البيئة الرياضية من تلك الشوائب التي تجعلنا ندور في الدائرة ذاتها وعلينا أن نصحو قليلاً لنجد أن هناك من لا يعيش ولا يستطيع أن يعمل إلا في بيئة فوضوية والبيئة الفوضوية دائماً ما يكون إزعاجها أكثر من إنتاجها وعلينا أن نعترف اليوم أن بيئة كرة القدم لدينا إزعاجها أكثر من نتاجها فكل أنديتنا أصبحت تنافس محلياً فقط.
كل ما يحدث اليوم سيبقى وسيكون عائقاً يقف أمام أي تطور ما لم نعد هيكلة العمل ونضع الرؤية الواضحة التي لابد أن تحققها الأندية والاتحادات ولابد أن يكون الإعلام شريكاً يساهم في البناء وأن نحارب لغة الغوغائية التي بدأت من المدرجات ووصلت للمنصات الإعلامية وأصبحت سمة للمشهد الرياضي بل أصبحت لغة النادي وقفزت لتكون لغة الاتحاد وأعضائه وعلينا أن نبدأ من القاع ونعيد ترميمه فليست قضيتنا اليوم توثيق البطولات وليس من اللائق أن يهبط مستوى الطموح لدينا ليصبح بطولة الدوري المحلي بدلاً من بطولة الدوري القاري وأصبحنا نفرح بالفوز على منتخبات كنا لا نعرف اللعب معها في زمن مضى لأن لقب القارة كان الحد الأدنى لطموح منتخباتنا وكل هذا لأننا انشغلنا بما هو أدنى عما هو أهم، علينا اليوم أن نعيد ترتيب الحلقات ليكون كلٌ منها مكملاً للآخر ونعيد صياغة المنظومة ليكون أداؤها وعملها تكاملياً كلٌ منها يكمل الآخر وليس كلٌ منها يحارب الآخر ويتهمه، وعلينا أن نعيد التنافس بمفهومه الصحيح داخل الملعب وليس بالصفقات وقيمتها التي أصبحت أرقاماً تزيدنا إفلاساً فالبيئة الفوضوية يجب أن تنتهي.