"جامع الكتب" لجوستابو فابيرون باترياو، ترجمها إلى العربية محمد عثمان خليفة،
رواية تقطيعات وشظايا، متاهة تبدّد الفارق بين الصيّاد والفريسة، وبين المريض والزائر، أمام مدخلها تتسكع كلاب وقطط، نساء تعيسات ورجال منهكون، جياعٌ وشُرْطَة، فاصوليا ودرابزينات حديديّة، مسامير ومطارق وأوراق صنفرة، وينخرط حفاة عراة في الركض بمسدسات بلاستيكية أحياناً، وببنادق حقيقية أحياناً، وليس إلا مطر من قصاصات ورق رماديّة يهطل، وكلّ شعاعٍ مُنسلٍّ له رائحة الشحم،
رواية كُتِبَت بكل إخلاص وبكل لا معقوليّة!، فيها تُدَوّن مذكّرات، وتُعاد صياغة ذكريات بما يمنحها كياناً ومضموناً، وأمنيات لَزِجَة بالعثور على قارئ يستمع إلى البوح والنوح، فبغيابه لن تُغلق الدائرة!، هذه هي الخدعة، لأنها بحضور هذا القارئ ـ الذي هو أنت ـ لن تُغلق أيضاً، تُفتح من جديد، فكل قارئ سوف يمتلك معلومات عن "دانيال" و"جوليانا" و"صوفيا" والسيدة "هق" وعن نفسه أيضاً!، والأحاسيس معلومات!، وبامتلاك القارئ لها يصير عليه أن يحكيها، يُدلي بها شهادة، أو يدندنها أغنية!،
رواية همسٍ لا يكف عن صياحٍ يعجرفهُ الّلا يقين، وشهادات على لهفة الإنسان إلى إبادة كل شيءٍ من أجل بداية جديدة!،
كلّنا وحوش بطريقةٍ أو بأخرى، ولكلٍّ حريقه الخاص، لكن "كلّما صار المرء وحشاً أكبر كان تميّزه أشد عمقاً"!، وبسبب الحاجة الملحّة لمعرفة الدّروب فإن الفنانين فيما يبدو أشدنا وحشيّةً!،
في هذه الرواية أشياء تكاد تمسِكُ علينا ذِلَّةً، بكشفها لعلامات تفضح كم هي علاقاتنا مُذَبذَبَةً وكم نحن أَسراها، في عالمٍ سكران غائب عن وعيه، يهذي باستمرار في مونولوجٍ طويلٍ، مُشَوَّش الأطراف كشبحٍ يخرج من حوض ماء!،
رواية تَقرأُ وتُقرأُ خارج القواعد، تطلب منك ألا تضحك بينما تضحك هي!،
تصبّ في أذنك: "هناك نوعان من القواعد: تلك التي لا يحترمها أحد، وتلك التي لا فائدة منها"!،
إن كنتَ من النوع الذي لا يستوعب المَجازَ، ستمر عليك الرواية مرور الكرام، وغالباً لن يُحدث أحدكما أثراً في الآخر!، أمّا إن كنتَ لا تمتلك مثل هذا الحظ الطيِّب، خذها منّي: بعد قراءتك لهذه الرواية سيختلّ توازنك، ويمكن لِمَسٍّ أن يصيبك، شاهداً كنتَ أو مجرماً أو ضحيّةً!، ولسوف تتشكك، ربما "لستَ سوى حكاية رجلٍ محبوس في سجنٍ ولم يُسمح له باصطحاب سوى ملخّص لحكايات خيالية"!، أنتَ على بُعد ياردات من الخطر، ولا تسألني ما إذا كان هذا تحذيراً أم غواية؟!
رواية تقطيعات وشظايا، متاهة تبدّد الفارق بين الصيّاد والفريسة، وبين المريض والزائر، أمام مدخلها تتسكع كلاب وقطط، نساء تعيسات ورجال منهكون، جياعٌ وشُرْطَة، فاصوليا ودرابزينات حديديّة، مسامير ومطارق وأوراق صنفرة، وينخرط حفاة عراة في الركض بمسدسات بلاستيكية أحياناً، وببنادق حقيقية أحياناً، وليس إلا مطر من قصاصات ورق رماديّة يهطل، وكلّ شعاعٍ مُنسلٍّ له رائحة الشحم،
رواية كُتِبَت بكل إخلاص وبكل لا معقوليّة!، فيها تُدَوّن مذكّرات، وتُعاد صياغة ذكريات بما يمنحها كياناً ومضموناً، وأمنيات لَزِجَة بالعثور على قارئ يستمع إلى البوح والنوح، فبغيابه لن تُغلق الدائرة!، هذه هي الخدعة، لأنها بحضور هذا القارئ ـ الذي هو أنت ـ لن تُغلق أيضاً، تُفتح من جديد، فكل قارئ سوف يمتلك معلومات عن "دانيال" و"جوليانا" و"صوفيا" والسيدة "هق" وعن نفسه أيضاً!، والأحاسيس معلومات!، وبامتلاك القارئ لها يصير عليه أن يحكيها، يُدلي بها شهادة، أو يدندنها أغنية!،
رواية همسٍ لا يكف عن صياحٍ يعجرفهُ الّلا يقين، وشهادات على لهفة الإنسان إلى إبادة كل شيءٍ من أجل بداية جديدة!،
كلّنا وحوش بطريقةٍ أو بأخرى، ولكلٍّ حريقه الخاص، لكن "كلّما صار المرء وحشاً أكبر كان تميّزه أشد عمقاً"!، وبسبب الحاجة الملحّة لمعرفة الدّروب فإن الفنانين فيما يبدو أشدنا وحشيّةً!،
في هذه الرواية أشياء تكاد تمسِكُ علينا ذِلَّةً، بكشفها لعلامات تفضح كم هي علاقاتنا مُذَبذَبَةً وكم نحن أَسراها، في عالمٍ سكران غائب عن وعيه، يهذي باستمرار في مونولوجٍ طويلٍ، مُشَوَّش الأطراف كشبحٍ يخرج من حوض ماء!،
رواية تَقرأُ وتُقرأُ خارج القواعد، تطلب منك ألا تضحك بينما تضحك هي!،
تصبّ في أذنك: "هناك نوعان من القواعد: تلك التي لا يحترمها أحد، وتلك التي لا فائدة منها"!،
إن كنتَ من النوع الذي لا يستوعب المَجازَ، ستمر عليك الرواية مرور الكرام، وغالباً لن يُحدث أحدكما أثراً في الآخر!، أمّا إن كنتَ لا تمتلك مثل هذا الحظ الطيِّب، خذها منّي: بعد قراءتك لهذه الرواية سيختلّ توازنك، ويمكن لِمَسٍّ أن يصيبك، شاهداً كنتَ أو مجرماً أو ضحيّةً!، ولسوف تتشكك، ربما "لستَ سوى حكاية رجلٍ محبوس في سجنٍ ولم يُسمح له باصطحاب سوى ملخّص لحكايات خيالية"!، أنتَ على بُعد ياردات من الخطر، ولا تسألني ما إذا كان هذا تحذيراً أم غواية؟!