|


إبراهيم بكري
"في المرمى" ينتهك حقوق "الجبرين"
2016-11-02
"أبُقراط" الملقب أبو الطب وصاحب فكرة "قسم الأطباء" قبل أن يموت سنة 370 قبل الميلاد، كتب وصيته الشهيرة لأبنائه وأحفاده الأطباء قائلاً: (First do no harm) أولى مهام الطبيب هي عدم الإضرار بالمريض أو تعريضه للخطر.
وثيقة حقوق ومسؤوليات المرضى الصادرة من وزارة الصحة السعودية المادة (3) الخصوصية والسرية الفقرة (ت) نصها: (الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالمريض والتشخيص والتحاليل والعلاج والسجلات الطبية إلا بموافقته أو موافقة الوصي القانوني عليه، ومنع سوء استخدامها فيما عدا ما تطلبه الجهات القضائية).
برنامج في المرمى بقناة العربية الذي يقدمه الزميل بتال القوس يوم الخميس الموافق 27 أكتوبر 2016، عرض تقريراً من داخل غرفة العمليات للاعب النصر عبدالعزيز الجبرين أثناء إجراء عملية "الرباط الصليبي" على يد الطبيب السعودي سالم الزهراني.
لا أريد استذكار المشاهد المرعبة والمؤلمة في هذا التقرير، ولم أقتنع أيضاً بمحاولة اعتذار وتبرير الزميل بتال القوس بقوله: (نعتذر للمشاهدين، هدفنا إيصال رسالة للاعبين أن سبب إصابة زملائهم في الملعب الخشونة).
بالعودة لوثيقة وزارة الصحة، لا أعتقد أن برنامج "في المرمى" أصبح جهة قضائية حتى يقوم الطبيب سالم الزهراني من خلاله انتهاك خصوصية المريض وأسرار حالته الصحية.
كشفت دراسة بالسعودية عام 2011م أن 75% من المرضى يجهلون وجود وثيقة لحقوق المرضى، أجريت الدراسة في عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية بالرياض.
ليست مسؤوليتي أن اللاعب عبدالعزيز جبرين وافق خطياً أم لا، لكن هذه الحالة تجعلني أدرك جهل اللاعب السعودي المحترف ونادي النصر في حماية مصالحهما والمخاطرة بمستقبل اللاعب المهني والتسويقي والنادي مالياً.
الأندية العالمية تفصح عن نوع الإصابة وعودة اللاعب للملاعب لتطمئن جماهير ناديها، لكن ما حدث مع عبدالعزيز الجبرين هو كشف تفاصيل طبية دقيقة يفترض أن تكون سراً بينه وبين الطبيب.
أخلاقيات مهنة الطبيب تلزمه بحفظ أسرار المرضى ولا يحق له استثمارها "دعائياً" حتى لا يفقد مصداقيته ويتعرض للعقوبة القانونية.

لا يبقى إلا أن أقول:
” Hawthorne effect” : كشفت الدراسة العلمية الأمريكية الشهيرة المعروفة بالمصطلح (أن سلوك الشخص يتغير عندما يعمل تحت الملاحظة والمراقبة).
كل عملية جراحية تصاحبها مرحلة هامة يطلق عليها الأطباء "الحركة الحساسة"، مما يتطلب تركيز الطبيب في هذه المرحلة بعيداً عن أي ضغوط لضمان نجاح العملية.
الطبيب سالم الزهراني حاصر نفسه بالضغوط ومراقبة "الكاميرا" وتفرغ للإجابة على أسئلة مراسل برنامج "في المرمى" الزميل نايف الثقيل داخل غرفة العمليات، ليشرح كل التفاصيل الدقيقة واللاعب الضحية عبدالعزيز الجبرين تحت رحمة مشرطه.
"الخطأ الطبي" أي عملية تصاحبها نسبة فشل خارج سيطرة الطبيب، أما "الإهمال الطبي" هو عدم اهتمام الطبيب بالحالة المرضية وتهاونه وتقصيره في أداء عمله وفقاً للإجراءات المتبعة والانشغال بأمور أخرى لا علاقة لها بالعملية.
قد يعذر الطبيب ولا يحاسب على "الأخطاء الطبية" الخارجة عن إرادته، لكن القانون يجرمه ويعاقبه في حالة ثبوت "الإهمال الطبي".
الأشهر المقبلة سوف تبرهن لنا نجاح عملية لاعب النصر عبدالعزيز الجبرين أو فشلها بسبب ضغوط المراقبة التي تعرض لها الطبيب.
قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:
لماذا الطبيب انتهك حقوق المريض ومارس "الإهمال الطبي" ليسوق لنفسه دعائياً ببرنامج "في المرمى" ؟
خارج النص:
(هذا المقال في حالة عدم نشره سوف أبلغ هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" بأن رئيس تحرير الرياضية الزميل بتال القوس استغل سلطته ومنع النشر لحماية برنامج "في المرمى" المسؤول عنه، وهذا فساد يسمى "تضارب المصالح"، وإنه "رئيس دكتاتوري" يقمع الرأي المخالف له).
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.