|


إبراهيم بكري
التحرش الجنسي وجه الرياضة القبيح1ـ2
2016-11-09
زلزال "ساندوسكي" حتى اليوم تعاني منه امريكا أكبر فضيحة جنسية رياضية في تاريخ العالم بطلها عجوز ستيني مساعد مدرب كرة القدم الأمريكية.

(جيري ساندوسكي مدرب دفاع فريق كرة القدم الأمريكية بجامعة بنسلفانيا أسس منظمة خيرية تحت مسمى برنامج الشباب المحرومين ، الأطفال الأيتام و أبناء الأسر الفقيرة كان يحتضنهم لدعمهم و تدريبهم رياضياً و منحهم بعثة دراسية بالجامعة، تحت غطاء العمل الخيري طيلة 15 سنة ارتكب 45 جريمة تحرش جنسي، أكثر من مرة يتم اكتشاف ممارسة الجنس في المجمع الرياضي بالجامعة لكن الخوف من تشويه سمعة الجامعة العريقة و التأثير سلبياً على فريقها العظيم صاحب 14 بطولة مصدر الأرباح المالية للجامعة التي تقدر سنوياً بـــ 225 مليون ريال سعودي كل هذه العوامل جعلت إدارة الجامعة تحل قضايا المدرب الجنسية ودياً بدون إشعار الجهات القانونية للقبض عليه).

قد تسأل هنا كيف جامعة دورها زرع القيم تتستر على هذا المجرم ؟؟!!.

الأمر ليس بهذه البساطة إنه مصير جامعة عمرها 276 سنة ، تعتبر جامعة بنسلفانيا رابع جامعة تأسيساً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لها قيمة معنوية كبيرة في تاريخ التعليم العالي بأمريكا في حفلها السنوي لجمع التبرعات لدعم الكراسي البحثية و برامجها الاكاديمية و الرياضية تحصل على تبرعات قدرها 2 مليار ريال سعودي.

و لهذه الجامعة في المجتمع الأمريكي مكانة خاصة في ظل دعمها السنوي للأبحاث العلمية بمبالغ تقدر بــ 4 مليارات ريال سعودي .

أول من كشف أسرار الفضيحة صحيفة مغمورة في نفس ولاية الجامعة نشرت في عام 2010م خبرا صحفيا عن تعرض طفلين لتحرش جنسي من جيري ساندوسكي لكن بسبب سلطة الجامعة القوية ودعمها من أصحاب القرار السياسي تم الضغط على الصحيفة وإجبارها على عدم متابعة القضية و نشر أي تفاصيل أخرى.

في نهاية 2011م عادت نفس الصحيفة بفتح قضية أخرى نشر تصريح لأم ضحية تعرض ابنها للاغتصاب من نفس المتهم ، قاومت الصحيفة كل الضغوط ورفضت التنازل لتجد الدعم من صحف كبرى و قنوات تلفزيونية مشهورة.

السلطات القانونية تقبض على المدرب و تحاكمه قضائياً وسط اهتمام إعلامي كبير في أكبر فضيحة تهز عرش أمريكا الرياضي .

صدر الحكم القضائي بسجن جيري ساندوسكي ما بين 30 إلى 60 سنة ،دفعت الجامعة مبلغا يتجاوز 220مليون ريال سعودي لتعويض الضحايا.

إلى جانب عقوبة المحكمة قامت رابطة دوري الجامعات بإصدار العقوبات التالية:

أولاً : إيقاف فريق جامعة بنسلفانيا لكرة القدم الأمريكية لمدة 4 سنوات عن المشاركة في دوري الجامعات.

ثانياً : تدفع الجامعة للرابطة غرامة مالية قدرها 225 مليون ريال سعودي.

ثالثاً: شطب 111 فوزاً من السجل التاريخي لكبير المدربين السابق في الجامعة جو باتيرنو متصدر ترتيب المدربين على مستوى الجامعات الأمريكية بــ 409 فوز و بسبب هذه العقوبة هبط للمركز السابع بــ 298 فوزاً بدلاً من المركز الأول .

رابعاً: إيقاف برنامج المنح الدراسية بالجامعة للرياضيين لمدة 4 سنوات.

خامساً: مراقبة سلوك الأجهزة الإدارية والفنية بالجامعة لمدة 5 سنوات.

مجلس إدارة جامعة بنسلفانيا قرر فصل مدير الجامعة و إنهاء عقد المدرب الأسطورة جو باتيرنو و إزالة التمثال البرونزي لهذا المدرب من المجمع الرياضي بالجامعة .


لا يبقى إلا أن أقول :

جامعة بنسلفانيا أنشئت عام 1740مؤسسها المبتكر والسياسي الأمَرِيكي المشهور بنجامين فرانكلين، تصنف ضمن أفضل 15 جامعة على مستوى العالم و الأفضل في أمريكا في مجال الأبحاث ، من أبحاثها الشهيرة لخدمة العالم اكتشاف الحصبة الألمانية و التهاب الكبد ولقاحات "بي" ، في العشر السنوات الأخيرة حصل 9 من أعضاء هيئة التدريس و خريجيها على جائزة نوبل ، 12 رئيس دولة حول العالم و 18 مليارديرا و مدراء جامعات و مؤسسي شركات عملاقة هم من مخرجات جامعة بنسلفانيا.

جامعة عريقة تحمل كل هذا التاريخ ومنجزاتها العالمية اليوم تعاني لتحسين صورتها بعد فضيحة جيري ساندوسكي الجنسية، هنا درس لكل ناد رياضي بأن "ثقافة الصمت" و التستر على المجرم خوفاً من تشويه سمعة الأندية سوف تكون العواقب وخيمة في المستقبل حينها لا ينفع الندم.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل في الأندية السعودية ضوابط تحمي لاعبي الفئات السنية من التحرشات الجنسية؟؟!!
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.