|


عبدالله الحمد
طاقة الفئات السنية المهدرة
2016-11-10
فرق كرة القدم يرتبط نجاحها بشكل تراكمي مع عمل مخطط ومدروس تم وضعه مسبقا من أجل النهوض بالفريق, ونجاح الفرق عالميا يرتبط بعاملين، الأول أن يكون الفريق يحظى بقوة مالية كبيرة لإغراء اللاعبين واستقطابهم وإما أن يكون وضع استراتيجيات متقنة للفئات السنية, أصحاب الفئات السنية نهوضهم ليس فقط للفريق بل هو نهوض لمنتخب بلد الفريق, وتكوين واجهة مشرفة للبلد لأعوام.
التخطيط ثم الفعل بعدهم الإنجاز، بطبيعة الحال هذا الأمر مفقود لدى كرتنا السعودية والاهتمام بالفئات السنية سيء، والعمل القائم في فرق دورينا عمل لحظي وليس عملاً لأزمنة وسنوات عديدة, كل رئيس يريد أن ينجز في فترته ثم يترك ويذكر بما أنجز فقط, الواسطة في الفئات السنية منتشرة بشكل كبير، لهذا السبب نرى أغلب الفرق خاصة الكبار يصعد من كل مجموعة لاعب أو اثنين فقط, أستطيع أن أطلق على هذا المشروع "الحلم الكروي السعودي" هو ليس بالمستحيل لكنه ليس بالسهل, كما أن الأمر ليس فقط يتعلق باهتمام الأندية بل يتعلق بتدخل الاتحاد السعودي وهيئة الرياضة، فالمواقع التي تستقطب منها المواهب كرة الحواري والمدارس والفئات السنية للأندية.
بعد فشل ألمانيا في التسعينات الميلادية واستقالة الاتحاد الألماني لكرة القدم آنذاك, قاد الاتحاد الألماني "تيوتسفانجر" وأشار حين استلامه كرسي الرئاسة بأن سبب فشل الاتحاد الذي سبقه هو عدم الاهتمام بالفئات السنية وإنها لم تكن تشكل جزءاً رئيساً لهم, وبدأ "تيوتسفانجر" بإعداد جيل ضخم يشرف المنتخب الألماني في المحافل الخارجية, كانت من أهم أهداف "تيوتسفانجر" أن يصنع قاعدة عمل مستمرة لا تتوقف حتى بعد رحيله, استحدث جوائز شهرية على جميع الفئات العمرية الشابة سنوية وشهرية, قام بزيادة البطولات الخاصة بالفئات العمرية, أنشأ قرابة 400 مركز رياضي لتأهيل الشباب وتطويرهم, اهتم بشكل كبير بوضع معسكرات للفئات العمرية جميعها, كوّن طاقماً كاملاً من أجل "الفيديو" حيث تمم متابعة كل لاعب ووضع "سي دي" خاصاً لكل لاعب من أجل متابعته وتطويره, عندما استلم الرئاسة طلب 5 سنوات من أجل العودة بألمانيا وفعلا في السنة السادسة من استلام "تيوتسفانجر" بدأت النتائج تظهر تدريجيا بداية من إنجازات حققتها الفئات السنية, الجدير بالذكر إنه من 2007 والمنتخبات الألمانية جميعها تقدم أداء مميزاً ولم يتوقف العمل الإنتاجي للأجيال وحقق ما طمح إليه "تيوتسفانجر" أن تجدد الأجيال "كالماكينة" بشكل تلقائي.