|


إبراهيم بكري
التحرش الجنسي وجه الرياضة القبيح 2ـ 2
2016-11-10
سرطان ينخر جسد الرياضة وسط معاناة دولية لعلاجه، شعار "الرياضة النظيفة" يغتال بين فترة وأخرى بفضيحة، "التحرش الجنسي" أصبح اليوم من أكبر أعداء الرياضة ومنافساً قبيحاً للمنشطات والمراهنات والتزوير!.
في مقال أمس سردت تفاصيل زلزال "جيري ساندوسكي" أكبر فضيحة جنسية رياضية هزت تاريخ أمريكا الرياضي على مدار 15 سنة تحرش جنسياً مدرب دفاع فريق كرة القدم الأمريكية بجامعة بنسلفانيا بــ 45 ضحية!.
“Game Over: Jerry Sandusky, Penn State, and the Culture of Silence “
هذا الكتاب كشف أسباب انتشار التحرش الجنسي في المنظمات الرياضية هي "ثقافة الصمت" في 21 أكتوبر 2014م في برنامج يا هلا بقناة روتانا خليجية عضو شرف نادي الرياض السعودي خالد الشايع يقول:
(الأندية السعودية تتستر على كثير من التجاوزات غير الأخلاقية التي تحدث في أروقتها، التحرّش الجنسي يعتبر شيئاً قليلاً جداً، بالنسبة لما يحدث في الأندية، وأنا أشبهها بالبحر فالداخل مفقود والخارج مولود).
مجرد سؤال لا أكثر:
هل الهيئة العامة للرياضة بسماها القديم في ذلك الوقت استدعت خالد الشايع لإثبات صحة كلامه بوجود مخالفات جنسية في الأندية السعودية؟.
اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان السويسرية في عام 2007م ناقشت بوجود خبراء مشروع "مكافحة التحرش الجنسي بالناشئين وإساءة استخدام الرياضة".
أوصت اللجنة الأولمبية الدولية ضرورة أن تمارس الأندية والاتحادات دورها لتعزيز مفهوم "الرياضة النظيفة" لضمان توفير البيئة المناسبة رياضياً وأخلاقياً، ولقد شرع العديد من الأندية الأوروبية بتعليق عبارات إرشادية في أروقتها تحذر النشء من التحرشات الجنسية.
في ظل تشجيع ممارسة المرأة للرياضة قلق عالمي كبير من انتشار "التحرش الجنسي" في الرياضة النسائية تشير دراسة علمية:
(في ألعاب القوى أكدت 660 فتاة أعمارهن أقل من 16 سنة أن 80% تعرضهن للتحرش الجنسي،30% لا يشعرن بالإطمئنان أثناء ممارسة النشاط الرياضي،21% تعرضن لطلب علاقات مشبوهة من الأجهزة الإدارية والفنية)
ولقد كشفت أبحاث شارك فيها خبراء من أمريكا وأوربا أن جرائم التحرش الجنسي في الرياضة يتعرض له النشء في جميع أنواع الرياضات ولكل الجنسين وتعتبر "رياضات الأثرياء" كالتنس والغولف والبولو والرياضات الشتوية الأكثر انتشاراً بفضائح التحرشات الجنسية.
في العالم العربي مصر شرعت بمجابهة التحرش الجنسي في الرياضة، الدكتور عصام الهلالي رئيس الجمعية المصرية للاجتماع الرياضي أطلق مبادرة "مكافحة التحرش الجنسي للأطفال بالرياضة" خلال هذه المبادرة العربية توصيات بضرورة الاعتراف بأن "التحرش الجنسي" منتشر في الأندية ويجب الوقاية بتحصين الأطفال وتوعيتهم لمعالجة هذه القضية التي تهدد مستقبل رياضتنا.

لا يبقى إلا أن أقول:
التحرش الجنسي في الرياضة ظاهرة عالمية والسعودية جزء من هذا الجسد الرياضي، كلما تأخرنا في الاعتراف بالقضية ومارسنا "ثقافة الصمت" والتستر على المتحرشين خوفاً من الفضيحة سوف نستيقظ في المستقبل على فاجعة تهز عرش الرياضة السعودية مثل فضيحة جيري ساندوسكي في أمريكا.
العلاج يحتاج إلى شراكة تعاونية بين الأسرة، الأندية، المجتمع، المدرسة، الهيئة العامة للرياضة بتشريع ضوابط وتوعية الشرائح المستهدفة.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل الهيئة العامة للرياضة تملك مشروع "الرياضة النظيفة" لمجابهة التحرش الجنسي في الأندية السعودية؟
ـ هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.