|


إبراهيم بكري
"توثيق البطولات".. صراع الجهل والحقيقة!
2016-11-11
يقول الدكتور مجبل لازم المالكي في كتابه "علم الوثائق وتجارب في التوثيق والأرشفة":
(تعد الوثائق على اختلاف أنواعها من أهم كنوز ومصادر المعرفة والشاهد الأكبر على التاريخ والدليل البارز على السمة الحضارية للشعوب، فهي أغنى نفائس التراث لدى الأمم وذاكرتها الحية، ولا تاريخ لأمة بدون وثائق، كما أنها تمثل وديعة الأجيال الحاضرة إلى الأجيال اللاحقة، وأن الحفاظ عليها وتنظيمها هو حفاظ على تاريخها ومجدها واستثمارها لخدمة المجتمع.
ولا يخفى ما للوثائق من أهمية متنوعة إدارية، قانونية، مالية، علمية، تاريخية، فهي المعين الذي يستمد منه الباحثون والمؤرخون مصادرهم التي يعتمدون عليها في دراساتهم وأبحاثهم والخزين الذي يمدهم بالحقائق والمعلومات الثرية المتنوعة مما يجعلها المرجع الأساسي للبحث العلمي والأصول التي يعتمد عليها تدوين التاريخ).
لجنة توثيق تاريخ الرياضة السعودية تجربة وطنية رائدة في تاريخ التوثيق بالسعودية، مرحلة تحولية من عمل المؤرخين الفردي العشوائي إلى عمل مؤسسي منظم يستند على ضوابط واضحة لضمان سلامة المعلومة وصحتها بدون تزييف أو ميول تتلاعب بالحقائق.
لماذا توثيق البطولات؟
الباحثون في علم الرياضة من أجل أبحاثهم الأكاديمية والعلمية يحتاجون إلى الإحصاءات وفي ظل غياب المعلومة واختلافها من جهة لأخرى يعاني كل باحث في دراسته العلمية، عدم اهتمامنا بالأرقام في الفترة الماضية جعل كثيراً من المختصين في علم الرياضة يخصصون أبحاثهم لدول أخرى في ظل عجزهم عن الحصول على المعلومة الحقيقية، فخسر الوطن أبحاثاً علمية كانت لمصلحة الرياضة السعودية.
الهيئة العامة للرياضة في ظل سياستها الاستثمارية لتوقيع عقود رعاية مع شركات عالمية ومحلية لرعاية الاتحادات الرياضية تعاني من عدم توافر الأرقام والإحصاءات لإغراء هذه الشركات بتوقيع عقود رعاية، والمستثمر يحتاج إلى أرقام لكي يدرس جدوى الاستثمار في الاتحادات الرياضية أو الأندية.
ضعف الإحصاءات ساهم في عجز دور النشر المحلية والعربية إصدار كتب تهتم بالرياضة السعودية مما جعل المكتبة الرياضية السعودية فقيرة بعدد محدود من الكتب بأرقام لا تقارن بدول عربية وعالمية.
الرياضة السعودية تضررت كثيراً من عدم الاهتمام بالتوثيق، فبعض اللاعبين حرمهم عدم توثيق المباريات صدارة عمادة لاعبي العالم والفشل في توثيق أهداف للاعبين وانتصارات المنتخب وأندية كانت مهمة لخدمة الرياضة السعودية للمنافسة على تصنيفات الاتحاد القاري أو الدولي.
الرؤية السعودية ٢٠٣٠م اهتمت برفع معدل ممارسة الرياضة بالسعودية فلا يمكن أن نقيس النجاح إلا بالأرقام وبالإحصاءات.
لا يبقى إلا أن أقول:
الهيئة العامة للرياضة اليوم تواجه تحدياً كبيراً لصناعة ثروة معلوماتية ورقمية وإحصائية لضمان مستقبل رياضة وطن يستند إلى الحقيقة العلمية.
الإعلام والأندية والاتحادات الرياضية والمؤرخون شركاء في هذا المشروع الوطني فعلينا أن نتشارك في توثيق تاريخ رياضتنا لضمان مستقبلها من خلال تأسيس بنك رياضي للمعلومة الجميع يشارك في أسهم هذا البنك والهيئة العامة للرياضة سوف تدعم جميع المهتمين بالتوثيق ويجب أن يتحول من جهد أفراد إلى عمل مؤسسي يستند إلى ثوابت راسخة.
نتائج لجنة توثيق تاريخ الرياضة السعودية قبولها أو رفضها هذا أمر طبيعي ومن حق أي شخص أن يعترض بمستند أو وثيقة تعزز موقفه، فاللجنة خصصت شهراً كاملاً للطعن في نتائجها ومن له حق يطالب فيه، فالبيانات المتشنجة لا تخدم مصلحة الأندية بل إنها تجسد ضعف الحجة وتبرهن مصداقية نتائج لجنة توثيق تاريخ الرياضة السعودية والعجز عن الرد عليها بالأدلة والبراهين.
وسيبقى العقلاء يرددون:
(لحظة تاريخية الأمير عبدالله بن مساعد حرر الرياضة السعودية من الجهل إلى المعلومة بتوثيق البطولات لتنعم الأجيال القادمة بالحقيقة).
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
من يرفص توثيق البطولات هل يريد أن تستمر رياضتنا في الجهل ليخسر الوطن ثروة الحقيقة؟!
- هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.