|


سعد المهدي
قنبلة الديون ليست وحدها
2016-11-29
إن سددت الأندية التي سيتم تخصيصها ديونها، أو إن تم الاتفاق على قيمتها شاملة للديون.. الأمر لا يختلف، لأنها في الحالتين دفعت ما عليها إلا إذا كان المقصود ضمان عوائد البيع كاملة للجهة المستفيدة وتحميل المعنيين السابقين بالأندية الديون التي ساهموا في تراكمها.


لا أعلم إذا ما كان ما أشرت إليه أعلاه يتعارض لأي سبب كان مع الحلول المطروحة التي يمكن الاتفاق عليها مع الجهة التي تعتزم امتلاك ناد عليه مديونية عالية أم لا؟ لكن الأكيد أن الديون كانت قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت غير مناسب كما هو الحال الآن، حيث تزامنت مع إقرار التخصيص والاستعداد النهائي للتنفيذ.


الدكتور صالح المالك في دراسة ضمّنها كتاب بعنوان (الاستثمار الرياضي.. خصخصة الأندية الرياضية السعودية دراسة استطلاعية ميدانية مقارنة بين الأندية السعودية والمصرية والبريطانية) صدر 2005، نبه إلى هذه النقطة من بين النتائج الأولية لزيارات الأندية السعودية، حيث ذكر أن ديون الأندية قد تقف حجر عثرة في سبيل التخصيص، ولذا يجب مواجهة التحدي قبل التخصيص.


لكن هل الديون وحدها التي يمكن أن تقف أمام التخصيص؟ بالطبع لا، إذ أن هناك أموراً عدة يجب أن تؤخذ في الحسبان، من بينها الطرف الآخر في العملية وهي الجماهير(العملاء)، فكما يقال: إذا لم يكن لديك عملاء فليس هناك حاجة للشركة، ومن هنا وحتى يحقق التخصيص نسبة نجاح مشجعة للتنامي فإن دراسة المجتمع بشكل متعمق ضرورية، وجس نبضه حول استعداده للقيام بالدور الذي سيناط به كمستفيد من الخدمة وكمستهلك للمنتجات نقطة ارتكاز يبنى عليها لمعرفة مستقبل هذا المشروع التنموي المهم.


في الفصلين الثالث والرابع يبين david k.stotlar في كتابه (إعداد وتطوير خطط ناجحة في التسويق الرياضي)، الذي ترجمه أستاذ الدائرة الرياضية بقسم التربية البدنية بجامعة (أم القرى) الدكتور يوسف عطية الثبيتي، إلى ضرورة المسح البيئي، وتشمل المناخ الاقتصادي والتركيبة السكانية واتجاهات الطلب على المنتج وتحليل المنافسين والجوانب الداخلية للمنظمة المرتبطة بالإدارة والموظفين وتحليل العملاء المحتمل شراؤهم للمنتجات وخصائصهم كالعمر والجنس ونمط الحياة والدخل المادي، هذا ما يحتاجه المستثمر قبل وبعد شراء النادي وسيعمل عليه.. فما مدى تحقق المتطلبات وحجم الاستجابة؟


نحن أمام مرحلة مفصلية في تاريخ كرة القدم السعودية، حيث سيوفر لها قرار التخصيص شرعية التفرد بالمشهد الرياضي التي طالما تمت محاولة منازعتها عليه بحجة أنها ليست الرياضة الوحيدة ولا يجب أن تكون في الوفت الذي يعتمد فيه الوجدان الرياضي على فيض مشاعر الحب والولاء للأندية من خلال هذه اللعبة دون غيرها.


علينا في هذه المرحلة أن نحسن وضع المسارات التي يمكن لها أن تربط بين الأندية وأنصارها بتسويق فعّال يمكن له أن يضمن تداعي الراغبين في التملك وتزايد الجماهير من حول الأندية، نملك الكفاءات والعقول والجماهيرية والقوة الشرائية، لكن نحتاج للصبر وسقف التوقع المبني على الواقع الذي نراه وليس التنظيري الذي نقرأه.