|


إبراهيم بكري
“حيدر العبدالله” نجم كلاسيكو الشعر
2016-11-30
من سنوات طويلة ومباراة الكلاسيكو بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي في السعودية لاخاسر بينهما، مرة هذا يحقق بطولة الجنادرية ومرة يكسبها الآخر.
لكل شعر جماهيره وعشاقه فصيح أم شعبي، ولكل طرف شعراء يسوقون له داخل الوطن وخارجه والذائقة الأدبية للمتلقي لها القرار أن تختار ما يهز مشاعرها ويلامس قلبها.
الإنسان ابن بيئته ولكل منطقة في المملكة روادها من الشعراء، الصحراء رمالها تميل للشعر الشعبي أكثر، والبحر والواحات أمواجها تتراقص للفصيح أكثر.
الأسبوع الماضي شاعر الشباب حيدر العبدالله حمل راية الشعر الفصيح بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- المنطقة الشرقية.
لأول مرة تتحول قصيدة شعرية إلى ما يشبه حالات الجدل في الوسط الرياضي، هذا يقول القصيدة لم تسجل الهدف لأن الشاعر مال إلى ترقيق صوته، والبعض رفع الكارت الأحمر للشاعر لأنه قام بترقيق العبارات.
كما هو الحال مع كل قضية رياضية يتحول الوسط الرياضي إلى محللين ومدربين وقانونيين وأطباء، ومع حيدر العبدالله الجميع لبس قبعة الشعراء وكأن الفرزدق وجرير والمتنبي وزهير وحسان أحياء يرزقون، كل شخص نصب نفسه شاعر بلاط الخليفة في القصر الأموي أو العباسي لكي يصدر "الفتوى" الشعرية بأن هذا الشاب لا يفقه الشعر.
الرياضة السعودية لم تعد تلد المواهب الرياضية إلا بالقطارة، الحال نفسه في الشعر الفصيح ليس من السهل أن يلد شاعر مبدع لا يغتصب الشعر بل يتدفق من نهر إبداعه كالماء الجاري، لو اعتبرنا نواف العابد الموهبة الرياضية السعودية الأفضل في الوقت الحالي، فإن الشاعر حيدر العبدالله الموهبة الأفضل بجيل الشباب في مجال الشعر الفصيح.
جماهير الشعر الشعبي لأول مرة أصبحوا كالجماهير الرياضية المتعصبة التي لا تشجع إلا ناديها، أحرقوا مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواع العبارات لكي تخسر قصيدة الفصحى "مخطوطة القرى والظلال" مباراة كلاسيكو الشعر.
حيدر العبدالله بالحكم الأجنبي والمحلي يفوز ولا يخسر، هو أول شاعر سعودي يحصل على جائزة لقب أمير الشعراء مليون درهم إماراتي في الموسم السادس في أبوظبي، والحاصل على جائزة شاعر شباب سوق عكاظ عام 2013م وكرمه الأمير الشاعر خالد الفيصل.
لا يبقى إلا أن أقول :
هذا الشاعر الشاب المبدع كان في رده على منتقديه راقياً كرقي كلمات شعره يغرد في حسابه بتويتر:
(حين تولد وتترعرع في إحدى واحات هذا الوطن العظيم فمن الطبيعي والبديهي أن يكتسب صوتك نداوة الماء وخضرة الأرض، ليس فقط صوتك بل روحك وكل أحلامك... تماما كما هو من الطبيعي أن يكتسب صوتك وروحك وكل أحلامك سمات الصحراء ووعورتها حين تولد في البادية، ولا غضاضة في أي من ذلك).
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل كلاسيكو الشعر بين الفصيح والشعبي في السعودية يحتاج لحكام أجانب لضمان قصائد بلا شبهات؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.
مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية – أمريكا