|


إبراهيم بكري
المعمر مرشح فاشل بالتنظيم وإدارة الأزمات
2016-12-07
(أحد المرشحين ارتكب خطأ فادحاً، وهذا يكشف جهل القائمين على حملته بالترويج إعلامياً لهذا المرشح الذي ظهر بصورة وهو «يمسك كرة قدم في يده»، لغة الجسد لها تأثير كبير في الانتخابات فإن إمساكه كرة تركل بالرجل في اليد يعطي إيحاء بأنه «شخص غير منظم، وأنه يستخدم أشياء في غير مواضعها»، وإمساكه الكرة بتلك الطريقة يعطي إيحاء آخر «بأنه متسلط ويحب السلطة والاستحواذ على القرارات»، والخطأ الأكبر وهو يمسك كرة القدم في يده وهو بالزي السعودي الرسمي مما يكشف جهله بالأنظمة واللوائح التي تمنع النزول إلى الملاعب السعودية بالزي الرسمي، هذه الأخطاء ربما تغير قناعات الكثير أو تجعل الأصوات المحايدة تذهب إلى المرشح الآخر، ربما لو كان للعقل كلمة وليس العاطفة).


هذه المقدمة نسخ لصق كتبتها في زاوية "حافز" بصحيفة الجزيرة 15 ديسمبر 2012م كان المقصود بها المرشح خالد المعمر الذي ظهر بصورة وهو «يمسك كرة قدم في يده» أثناء منافسة المرشح أحمد عيد في الانتخابات السابقة.


الشاعر "فزاع" في أغنية الدويتو الشهيرة محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله كتب:

مرت سنة ومرت سنة وأنا أنتظر . . . ومرت سنة والوصل نائما صحى.

مرت أربع سنوات وخالد المعمر كما هو "نائم ما صحى" ومازال كما هو "شخص غير منظم".

يبدو أن المرشح هكذا لن يتغير ولن يتعلم من أخطاء الماضي، لا يعقل شخص يرشح نفسه لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة وهم لا يملك رؤية واضحة واستراتيجية عمل.

كان ينتظر إعلان الأمير تركي بن خالد الانسحاب من الانتخابات، وعندما علم بانسحابه ركض مسرعاً يسابق الزمن إلى لجنة الانتخابات بأوراق ناقصة كانت سبباً في خروجه من سباق الانتخابات مبكراً، لكن لجنة الاستئناف كانت "طوق النجاة" فعاد مرشحاً منتصراً بالقانون لكن كل هذا لا يعفيه بأنه شخص "غير منظم" فيكف سوف يكون رئيساً لكرسي مهم يحتاج لقائد منظم.


المرشح خالد المعمر في الانتخابات الماضية كان شعار حملته الانتخابية "التطوير.. طريقنا للمجد"، عندما نرصد تحركاته في الانتخابات الحالية نتذكر المثل الشهير:
(باب النجار مخلّع).
فليكن التطوير بنفسك أولاً ياسعادة المرشح بعد ذلك عليك أن تقرر ترشيح نفسك رئيساً لتطوير رياضة وطن، أقترح عليك أن يكون شعارك في الحملة الحالية:
(التطوير ... سلق بيض).
المرشح لا يوجد عنده أي خطة ولا برنامج ولم يحدد الأربعة مدراء التنفيذيين، وبسبب عامل الزمن سوف يضطر إلى بناء خطة تسكنها العشوائية قد تهدد تطوير الرياضة السعودية.


يبرر خالد المعمر تأخر إعلان برنامجه الانتخابي إلى أن فترة الطعون في لجنة الاستئناف أرهقت فريق عمله، هذا مؤشر أن المرشح لا يملك أهم صفات القائد وهي "إدارة الأزمات"، ماذا سيفعل لو فاز بالانتخابات عندما يواجه أزمات طارئة وهو رئيس للاتحاد؟ قد يفشل في تجاوزها كما فشل في حملته الحالية التي تعتبر الأكثر عشوائية.


من عيوب المرشح خالد المعمر ضعف قدرته على إدارة الوقت استغرق سنة ونصف من أجل دراسة وتعديل النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم بصفته رئيس اللجنة المعين من أعضاء الجمعية العمومية، وفشل في إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بهذا الشأن في معركة انتصر فيها الرئيس الحالي أحمد عيد وخسر خالد المعمر وتم إسقاط عضويته بالجمعية العمومية.


لا يبقى إلا أن أقول :
يعتبر خالد المعمر المرشح الأكثر قانونية في هذه الانتخابات، فهو الوحيد من تنطبق عليه كل ضوابط وشروط الانتخابات، تحسب له التجربة الناجحة في منافسة أحمد عيد في الانتخابات السابقة، واستطاع أن يفاجئ الجميع بقدرته على إقناع أعضاء الجمعية العمومية بالتصويت لصالحه، خسر السباق بفارق صوت واحد فقط في ظل دعم اللجنة الأولمبية السعودية للمرشح أحمد عيد.

يملك علاقات قوية مع كثير من المسؤولين المؤثرين في الرياضة السعودية وأعضاء الجمعية العمومية، يملك خبرات رياضية متراكمة وتجارب ناجحة تشفع له بأن يكون مرشحاً قريباً من كرسي الرئاسة.


يمتاز بأنه يفصل عن عمله الميول، واستطاع أن ينجح في الشباب كما نجح في الهلال، ويعتبر أكثر المرشحين "استقلالية " في القرار وهذا ما يميزه عن بقية المرشحين الذين يعيشون في جلباب اللجنة الأولمبية السعودية أو رؤساء أندية جماهيرية.


الاستقلالية في الشخصية والخبرات المتراكمة في الرياضة والانتخابات ورقة قوية في يد المرشح خالد المعمر واختيار أربعة مدراء تنفيذيين أفضل من بقية المرشحين الذين فشلوا في اختيار الأنسب والأمثل.


يعزف المرشح خالد المعمر حالياً بصمت على وتر "القانون" بصفته لم يخرقه وأنه المرشح الوحيد غير "مشبوه" في شرعية ترشحه، وهذا سوف يساهم باستقرار كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بدون منازعات تهدده بخرق الأنظمة واللوائح أثناء ترشحه للمنصب.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

هل المرشح المعمر سيخسر بسبب فشله في إدارة الأزمات أم ينتصر بشرعية ترشحه؟

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.