بعد أن كان التعليق على المباريات و وصفها كل شيء في النقل الإذاعي والتلفزيوني المباشر، أصبح بعضا منه، فهو يشكل 90 دقيقة من بث ممتد إلى أكثر من ثلاث ساعات ما بين التحليل، والتقرير، واللقاءات، والكواليس والرصد، والخبر .
وبعد أن كان ما يقوله المعلق ينظر إليه كوثيقة معتبرة يمكن الاستناد إليها صار اليوم مادة يمكن استثمارها في السخرية من المنافسين، أو من المعلق نفسه من خلال التعليق على تعليقه بآرائهم الخاصة، وفي وقت قد لا يكون انتهى فيه من أداء مهمته في الـ90 دقيقة !
توفرت للأجيال الجديدة من المعلقين فرص عمل أفضل، وإمكانيات تساعد في أن يتجاوزوا بها المطبات التي كان يقع فيها أجيال المعلقين حتى منتصف التسعينيات الميلادية، أهمها التكنلوجيا التي تتدفق منها المعلومات المدققة اللازمة للرصد والتوثيق، والمقاربات، والمقارنات، وسرد الذكريات، وهي عادة ما تسند المعلق في الزمن الميت من المباراة، أو إن رغب التهرب من وصف أو التعليق على ما لا يعجبه، أو غير المسموح به .
مثل المعلقون الأوائل ذات القيمة التي فقدت في مجالات إنسانية عدة، أو حتى صناعية لم يعد يجود الزمن بمثلها، لكن ذلك لا يعني أن لا قيمة لصحافة اليوم، أو الأدب و الفنون أو الصناعة ففيها روح وعقل وإبداع أجيال هذا الزمن الذين يكفيهم أن غيروه بثورة تكنلوجية ضخمة، ومخيفة، فرضت أدواتها وآلياتها على كل التعاملات المشتركة بين البشر .
كل ذلك يمكن أن نضعه أمامنا قبل أن نطلب من معلق اليوم أن يهتم بما أصبح مما لالزوم له، لكن يبقى ما لايمكن التنازل عنه، أو تجاهله وهو أن يبقى المعلق همزة الوصل بين الحدث والمتلقى، وتبقى أولويات المعلق كما هي، ودوره لايتغير، ولايجب ان ندفعه لتغييره، وتظل المواصفات والشروط المطلوب توفرها في المعلق كما هي، قبل وبعد، وإلى مالا نعلم، تتقدمها الموهبة والثقافة العامة، والمعرفة للعلوم والألعاب الرياضية، بالذات المتخصص في التعليق عليها، والتجربة، وحسن الأداء، والصوت .
بعض المعلقين يمكن أن يترك أكثر من 5 دقائق من بدء زمن المباراة دون أن يذكر اسماء لاعبي الفريقين حيث يكون مشغولا بذكريات مواجهاتهما ونجومهما من فوق أو تحت التراب، وهو بذلك لايعلم أنه فصل أكثر المتابعين عن إمكانية فهم كيف يمكن أن تسير المباراة، وآخرون لايعنيهم من حرك الكرة، أو أرسلها، أوقطعها، بقدر الاهتمام في سبك العبارات، وصف مفردات المديح، والتغني بهذا الفريق أو ذاك اللاعب، أو التنبيه إلى أن المدرج فيه الآن من يصدح بموال أو يغني..
أما أسوأهم فهو من يحاكي الشارع، أو حتى ماتبثه بعض وسائل الإعلام أو تنشره بعض شبكات التواصل الاجتماعي من غثاء يسمونه الإثارة، دون التدقيق في أنه طرف مختلف لايعنيه أكثر من الوصف والتعليق، ونشر ثقافة التنافس ومبادئها، والبعد عن تسخين الأجواء بالمبالغة في التفاعل، والمزايدة على إعجاب المعجبين وعشق العاشقين، والسعي لإرضاء أطراف على حساب أخرى، أو على حساب الحقيقة التي توفرت بين إصبعيه بمعلوماتها وأرقامها التي لا تكذب أو تتجمل.
وبعد أن كان ما يقوله المعلق ينظر إليه كوثيقة معتبرة يمكن الاستناد إليها صار اليوم مادة يمكن استثمارها في السخرية من المنافسين، أو من المعلق نفسه من خلال التعليق على تعليقه بآرائهم الخاصة، وفي وقت قد لا يكون انتهى فيه من أداء مهمته في الـ90 دقيقة !
توفرت للأجيال الجديدة من المعلقين فرص عمل أفضل، وإمكانيات تساعد في أن يتجاوزوا بها المطبات التي كان يقع فيها أجيال المعلقين حتى منتصف التسعينيات الميلادية، أهمها التكنلوجيا التي تتدفق منها المعلومات المدققة اللازمة للرصد والتوثيق، والمقاربات، والمقارنات، وسرد الذكريات، وهي عادة ما تسند المعلق في الزمن الميت من المباراة، أو إن رغب التهرب من وصف أو التعليق على ما لا يعجبه، أو غير المسموح به .
مثل المعلقون الأوائل ذات القيمة التي فقدت في مجالات إنسانية عدة، أو حتى صناعية لم يعد يجود الزمن بمثلها، لكن ذلك لا يعني أن لا قيمة لصحافة اليوم، أو الأدب و الفنون أو الصناعة ففيها روح وعقل وإبداع أجيال هذا الزمن الذين يكفيهم أن غيروه بثورة تكنلوجية ضخمة، ومخيفة، فرضت أدواتها وآلياتها على كل التعاملات المشتركة بين البشر .
كل ذلك يمكن أن نضعه أمامنا قبل أن نطلب من معلق اليوم أن يهتم بما أصبح مما لالزوم له، لكن يبقى ما لايمكن التنازل عنه، أو تجاهله وهو أن يبقى المعلق همزة الوصل بين الحدث والمتلقى، وتبقى أولويات المعلق كما هي، ودوره لايتغير، ولايجب ان ندفعه لتغييره، وتظل المواصفات والشروط المطلوب توفرها في المعلق كما هي، قبل وبعد، وإلى مالا نعلم، تتقدمها الموهبة والثقافة العامة، والمعرفة للعلوم والألعاب الرياضية، بالذات المتخصص في التعليق عليها، والتجربة، وحسن الأداء، والصوت .
بعض المعلقين يمكن أن يترك أكثر من 5 دقائق من بدء زمن المباراة دون أن يذكر اسماء لاعبي الفريقين حيث يكون مشغولا بذكريات مواجهاتهما ونجومهما من فوق أو تحت التراب، وهو بذلك لايعلم أنه فصل أكثر المتابعين عن إمكانية فهم كيف يمكن أن تسير المباراة، وآخرون لايعنيهم من حرك الكرة، أو أرسلها، أوقطعها، بقدر الاهتمام في سبك العبارات، وصف مفردات المديح، والتغني بهذا الفريق أو ذاك اللاعب، أو التنبيه إلى أن المدرج فيه الآن من يصدح بموال أو يغني..
أما أسوأهم فهو من يحاكي الشارع، أو حتى ماتبثه بعض وسائل الإعلام أو تنشره بعض شبكات التواصل الاجتماعي من غثاء يسمونه الإثارة، دون التدقيق في أنه طرف مختلف لايعنيه أكثر من الوصف والتعليق، ونشر ثقافة التنافس ومبادئها، والبعد عن تسخين الأجواء بالمبالغة في التفاعل، والمزايدة على إعجاب المعجبين وعشق العاشقين، والسعي لإرضاء أطراف على حساب أخرى، أو على حساب الحقيقة التي توفرت بين إصبعيه بمعلوماتها وأرقامها التي لا تكذب أو تتجمل.