الأصوات محسومة بغض النظر عن البرنامج الانتخابي لجميع المرشحين والتكتلات واضحة للجميع، والمرشح الذكي هو من يلعب على ورقة الأصوات المحايدة"المتأرجحة" لأنها دائماً في الانتخابات ترجح ميزان الفوز بالأغلبية.
بكل تأكيد ستكون هناك أعداد بسيطة لم تقرر بعد صوتها لمن، وهي تدرس البرنامج الانتخابي لكي تقرر اختيار الأفضل، وهذا الوعي الذي نتمناه، لكن في التجربة الانتخابية الثانية من الطبيعي أن يكون العقل غير حاضر، فالعاطفة والمصالح سوف تشتري ضمير الكثير من الأعضاء.
في كل انتخابات رياضية وغيرها هناك فئة يطلق عليها "المنتفعون بالانتخابات".. من هم؟
"المنتفعون بالانتخابات" يعتبرون أصواتهم في صندوق الاقتراع رزقاً ومصدر دخل مالي، ويلعبون على كل مرشح بأن صوتهم لصالحه من أجل الحصول على مبالغ مالية تلبس ثوب "التبرعات" للأندية أو مناصب إدارية في لجان المجلس القادم.
لا يوجد في أي مكان بالعالم انتخابات "نظيفة"، ولا تصدق من يقول لك إن برنامجه الانتخابي فقط هو سلاحه في معركة الانتخابات، هي لعبة تباع فيها كثير من القيم السامية بطرق مباشرة أو غير مباشرة للوصول لعرش الرئاسة.
كثير من الدول النامية رياضياً "الفقيرة" تتمنى أن تكون انتخابات فيفا أو القارية سنوياً، لأنها تشكل لها مصدر الدخل المادي الأول في كل مرحلة انتخابية تحصل على مساعدات مالية من المرشحين لكسب أصواتهم، الأمر نفسه يقاس بالأندية التي لا تملك أي موارد مالية تعتبر الانتخابات الحالية رزقاً لها من السماء، فتحرص على شفط جيوب بعض المرشحين، الشاطر من هذه الأندية من يشفط من أكثر من مرشح وأمام الصندوق لن يعلم أحد لمن ذهب صوته.
لا يبقى إلا أن أقول:
كثير من أصحاب الأصوات حضروا معظم البرامج الانتخابية للمرشحين ولن يؤثر فيهم البرنامج الانتخابي إلا القليل جداً منهم، قد يعتقد "المرشح" أن طريقة عرضه الاحترافية وجمال قاعة الحفل والتنظيم الرائع وفخامة الضيوف سوف يكون لها التأثير أمام صندوق الاقتراع .
"المنتفعون بالانتخابات" يحضرون من أجل وجبة عشاء المرشح قبل برنامجه الانتخابي، أمثال هؤلاء لن يقارنوا بين البرامج الانتخابية بل سوف يقارنوا بين أنواع السمك والروبيان وأم علي.
"المنتفعون بالانتخابات" يأكلون ما طاب ولذ من موائد المرشحين وأمام الصندوق لن يختاروا الأفضل بل صوتهم سيذهب لمن أشبع "كروشهم" وليس عقولهم بالبرنامج الانتخابي الأفضل.
لنا في كثير من دول العالم درس، الثقافة الانتخابية تحتاج لسنوات طويلة لكي يختار الصندوق الأفضل، مع كل هذا يوجد في الأندية والجمعية العمومية كثير من النبلاء لاتغريهم رائحة سمك مشوي أو حلا أم علي سوف يختارون الأفضل لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل سيؤثر المنتفعون بالانتخابات سلبياً أم إيجابياً لمنح أصواتهم للمرشح الأفضل؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.