|


إبراهيم بكري
ثروة المرشح المالك تسرق أفكاره
2016-12-23

تميز المرشح سلمان المالك في المؤتمر الصحفي لتدشين حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بسرعة البديهة وهو يسوق أفكاره لتطوير الرياضة السعودية.

 

اكتشفنا شاباً مثقفاً قارئاً مميزاً لتفاصيل الوسط الرياضي، يختار مفردات مناسبة للإجابة على كل سؤال، يملك لغة كلماتها تعزف على أوتار العقل والعاطفة معاً لتجبرك على الإعجاب بتركيبة شخصيته.

 

كل نقاط القوة هذه تلاشت في المبالغة بتفاصيل الحفل، من لايعرف الانتخابات الحالية أو يجهلها سيعتقد أن الحفل ليس لانتخابات كرسي كرة قدم محلي.

 

يعتبر المرشح سلمان المالك أكثر المرشحين صرفاً لمبالغ مالية على الحملة الانتخابية، حتى أصبح الأكثر سيطرة على الظهور الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

من سلبيات الإعلام في الانتخابات إنه يحرق المرشح وتكون له آثار سلبية على قناعة المصوتين أمام صندوق الاقتراع، وهذا ما حدث في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

 

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق أن تكاليف حملة انتخاب ترامب أقل بكثير مما تنفقه منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون على حملتها الانتخابية.

 

وأوضحت الصحيفة أن ترامب خصص 140 مليون دولار للدعاية، في حين تجاوزت نفقات كلينتون على الدعاية 300 مليون دولار.

 

لا أبالغ لو قلت إن الملياردير ترامب يوم الانتخابات الأمريكية 8 نوفمبر 2016م "ليلة الفوز"  احتفل بحضور عدد محدود في قاعة فندق "هيلتون ميدتاون" في نيويورك بمصاريف مالية أقل بكثير من تكاليف حفل تدشين المرشح سلمان المالك للحملة الانتخابية.

 

الانتخابات لاتختلف عن حفلات العرائس، عندما تهتم العروس الجميلة بالمبالغة بتزيين الكوشة، طاولات الضيوف، فستان الفرح والمطربة الشهيرة، لن يتحدث أحد عن العروس الفاتنة بل سوف يكون الحديث عن التفاصيل الهامشية التي سرقت جمال العروس.

 

المبالغة في حفل المرشح سلمان المالك سرقت أفكار برنامجه وقوة حضوره الذهني، فأصبح الجميع يركز على بذخ تلك الليلة من سيارات فارهة، غرف فنادق فخمة، تذاكر سفر ومائدة طعام تنافس ما يأكله رؤساء الدول.

 

صحيفة "الرياضية" نشرت خبراً كتبه الزميل إبراهيم الجريس نصه:

 

(أن حملة سلمان المالك انتهكت نص إعلان لجنة الانتخابات رقم (لـ27ـ10) الصادر بتاريخ 28 نوفمبر الماضي، والذي يحدد بصراحة كافة المحظورات في الحملات الانتخابية للمرشحين في سباق عضوية أو رئاسة أو منصب نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد القدم،

وحصــــلت "الرياضية" على معلومات تشير إلى أن الاعتراض  تركز على أجهزة آيباد، قدمها فريق سلمان المالك لعدد من الشخصيات الرياضية).

 

نفس الصحيفة نشرت خبراً أن المرشح سلمان المالك خرق القانون بتكفله بتذاكر سفر وإقامة عدد من أعضاء الجمعية العمومية لحضور حفل تدشين الحملة.

 

هذه المعلومات التي تتحمل صحيفة "الرياضية" صحتها من عدمها، نفاها عضو مسؤول في حملة المالك، بأن أجهزة الآيباد تضمنت شرحاً مفصلاً للبرنامج الانتخابي، وقدمت لعدد من الشخصيات الرياضية التي تواجدت في حفل تدشين البرنامج، وشخصيات أخرى مرموقة تعذر حضورها، نافياً تقديمها إلى أحد أعضاء الجمعية العمومية، من يملكون حق الاقتراع في الانتخابات المقررة يوم 31 ديسمبر الجاري.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

ليست مسؤوليتي تصديق خبر صحيفة "الرياضية" أو نفي المسؤول بحملة المرشح سلمان المالك، لكن أدرك أن مثل هذه الاتهامات سوف تقود الانتخابات إلى ساحة الطعون وستشعل المنافسة وتخرجها من مسارها الطبيعي إلى قرارات صارمة سوف يدفع ضريبتها المرشح سلمان المالك في حالة فشله في الدفاع عن نفسه، أو تورط المنافسين له في حالة عجزهم عن تقديم دليل ملموس يبرهن خرق المرشح للأنظمة والقوانين.

لن تستطيع أي جهة رقابية أن تسأل المرشح سلمان المالك:

من أين لك كل هذا؟

فهو شاب ثري صرف من حر ماله، لكن في ظل رياضة سعودية تعاني أنديتها من الفقر والديون يفترض أن يكون في اللائحة سقف لمصروفات الحملات الانتخابية وضوابط تمنع الأثرياء من البذخ بصرف أموال طائلة، حتى لا تتحول انتخابات رئاسة الاتحاد السعودي لكرة  القدم لاستعراض ثروة التجار قبل الفكر الرياضي والرقص على أجساد الأندية الفقيرة.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل الأموال الطائلة التي صرفها المرشح سلمان المالك سوف تؤثر سلبيا أم إيجابيا يوم الاقتراع؟

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.