|


عبدالله الحمد
في مباراتي الديربي دروس إدارية وفنية للهلال
2016-12-29

بعيداً عن الأعذار الوهمية التي نشاهدها من بعض الجماهير الهلالية بأن التحكيم سبب خسارة الهلال في نصف كأس ولي العهد أو ربط الهزيمة بغياب نواف العابد وإدواردو، فالهلال في مباراة النصر هزم نفسه أولاً بأداء باهت جداً ولم يستطع مجاراة الخصم على الجانب الفني، لكن الأهم أتصور بأن مباراتي النصر في بطولتي الدوري وكأس ولي العهد حملتا دروساً أولاً إدارية وثانياً فنية.

 

على الجانب الإداري برهنت مباراتا النصر على أهمية الإعداد النفسي للفريق، في مباراة الدوري وعقب الهدف الأول للهلال في فترة زمنية كان الهلال يستطيع تعزيز تفوقه وتثبيت سيطرته على المباراة خرج نواف العابد عن النص في لقطتين واضحتين للجماهير، شخصياً أعتقد أن نرفزة نواف العابد خاصة بعد الهدف الأول للهلال كان سبباً رئيساً في شحن اللاعبين وإخراجهم عن أجواء المباراة، بعد لقطتي نرفزة نواف العابد فقد الهلال تحكمه بالمباراة مباشرة، في كأس ولي العهد كان نسخة مشابهة لمباراة الدوري من جانب نرفزة اللاعبين، بكل صراحة سلمان الفرج لا يملك مواصفات القائد الذي يستطيع التحكم بمزاج اللاعبين وتهدئتهم عوضاً عن شحنهم وتشتيت التركيز، في أكثر من مباراة في الدوري شاهدنا سلمان الفرج وخروجه عن طوره لأسباب عديدة. على  السياق ذاته أهمية الإعداد النفسي في الوقت الحاضر في كرة القدم لا تنقص أهمية عن أهمية الإعداد البدني والفني للاعبين، إذا لم يتوقف سلمان الفرج عن هذه العادة التي تفقد الفريق تركيزه في كل مباراة أعتقد أن أسامة هوساوي لاعب خبرته تفوق سلمان الفرج بمراحل ويتميز بالهدوء التام الذي يحتاج إليه الفريق.

 

على الجانب الفني، شخصياً أرى أنه لا تجب محاسبة رامون دياز في الوقت الراهن إلى الموسم القادم، نظير إعادته لجزء من الهلال الذي عهدناه سابقاً، في مباراة كأس ولي العهد تفوق زوران "بشجاعة" على دياز ولم يكتف بإغلاق منافذ الخطورة، بل لو أن لاعبي النصر استغلوا الفرص لكانت أثقل على الهلال هذه النتيجة. فثقة دياز المفرطة التي رأيناها في المؤتمر الصحفي رأينا عكسها تماماً في أرضية الملعب، تفوق زوران جعل دياز يغير طريقة اللعب ثلاث مرات بشكل عشوائي دون خطورة واضحة. حتى هذه اللحظة لا نستطيع لوم دياز إطلاقاً لأن يستعمل أدوات مدرب سبقه، ولمساته مبدئياً تدعو للتفاؤل.