|


إبراهيم بكري
خطف اللاعبين!!
2017-01-23

خلق الاحتراف الرياضي ليحرر اللاعبين من قبضة الأندية، لينعم اللاعب بحرية القرار بتحديد مصيره مع الالتزام بعقود تضمن حقوق الطرفين.

 

اللاعب الحر، الفترة الحرة، كثير من المسميات في الرياضة ارتبطت بهذا المسمى "الحرية"، التي تنطلق من قيم الرياضة السامية التي تعزز هذا المفهوم، لكن في الرياضة السعودية من سنوات طويلة في زمن الهواة أو الاحتراف، الأمر لم يتغير، يجعلك تشعر أن في ملاعبنا تقييدًا للاعبين.

 

كثير من قصص اللاعبين خالدة في تاريخ الرياضة السعودية، يجد اللاعب نفسه فاقد "الحرية" لتحديد مصيره، في ظروف غامضة يختفي اللاعب ويصبح رهينةً "مخطوف" في مكان ما لا يعلمه أحد!!.

 

ضغوط كبيرة يتعرض لها اللاعب السعودي من أصحاب سلطة ونفوذ، يجبرون اللاعب بأن يوقع لصالح ناديهم مجبراً غير مخير؟؟!!.

 

ما حدث مع اللاعب عبدالعزيز الجبرين يتكرر اليوم مع الحارس الشبابي محمد العويس، في ظروف غامضة يختفي اللاعب ويصبح ناديه الأصلي عاجزاً عن الوصول إليه، بالرغم من سريان عقده، لا يرد على اتصالاتهم، يغلق جواله ويصبح أسيراً بين جدران أربعة، ليستيقظ ناديه بأن لاعبه وقع عقدًا جديدًَا مع نادٍ معين، بالرغم من وجود عقود رسمية بطريقة نظامية تحقق مصلحة النادي واللاعب معاً مالياً، إلا أن اللاعب يفاجئ الجميع لحظة التوقيع مع النادي الجديد وناديه الأصلي مالك عقده آخر من يعلم!!.

 

اقرأ هذه القصة التي يرويها حارس النصر السابق محمد الخوجلي في برنامج الكورة تتكلم بقناة 24 الرياضية، مع الزميل أحمد العجلان:

(كنت أتدرب مع الشباب من ثلاث سنوات، ويصرف لي راتبًا شهريًّا وسيارة، منتظرًا اكتمال الإجراءات الرسمية للحصول على الجنسية السعودية؛ لكي أوقع مع نادي الشباب. أثناء دراستي الثانوية في مدرسة التضامن الإسلامي، لحظة الخروج من المدرسة تفاجأت بشخصين كبيرين، ينتظران أمام باب المدرسة، لحظتها شعرت بالخوف وذهبت لمدير المدرسة وأشعرته وخرج المدير معي وسألهما: من أنتما وماذا تريدان؟ من طرف الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس النصر ونبغى محمد الأمير نريد مقابلته.

 

فقام مدير المدرسة بطباعة البطاقة الشخصية لهذين الشخصين، وسمح لي بالذهاب معهما، ركبت في السيارة ومعي كتبي المدرسية، وكنت أتنافض "خائف"، ولا أعرف إيش هي السالفة. دخلت بيت الأمير عبدالرحمن بن سعود وكان حينها في الشركة، وبعد 10 دقائق دخل الأمير وكنت أتنافض وقال الأمير لا تخاف الأمور زينة، أنت بين أهلك لا تقلق، أنت طولت في نادي الشباب وإيش رأيك تسجل عندنا، فقلت للأمير بالعكس أنا ودي أسجل في ناد أبغى ألعب، وقال الأمير خلاص أعطيني أسبوعين ولا تعلم نادي الشباب، تمرن معهم بس لا أحد يدري، ولقد عدت للشباب وتمرنت معهم ولم أخبرهم بمقابلة الأمير.

 

بعد أسبوع ونصف اتصل عليه الأمير عبدالرحمن بن سعود وقال لي أبشرك معاملتك انتهت، بس لازم تجي علشان نخلصها في الأحوال المدنية، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى قصر الأمير الساعة 7 صباحاً وذهبت مع الأمير إلى الأحوال المدنية، ومن مكتب إلى مكتب وأكملت الأوراق وخلال أسبوع ونصف استلمت البطاقة "الهوية الوطنية"، وخلال أسبوعين استلمتها.

 

وعندما طلعت "البطاقة" قال لي الأمير تفرج عليها، وحطها في جيبه قال ماني معطيك علشان تسجل وطلعنا من الأحوال المدنية إلى الاتحاد السعودي، وتم رفض تسجيلي في النصر بحجة وجود أوراق من نادي الشباب.

 

قعدت في منزل الأمير عبدالرحمن بن سعود لمدة شهر لا أطلع من القصر إلى نادي النصر، وكنت عندما لا أروح النادي مع الأمير أذهب مع الأمير فيصل بن عبدالرحمن أو ماجد عبدالله، الأمير خصص لي غرفة لمدة شهر مع الوجبات، وكنت أطلع مع الأمير تمشيات والبر، مبسوط ما أبغى أطلع.

 

عادل أخويه ركب في السيارة مع أحد الأشخاص وقال له فين محمد، وقال له عند ربعه، وعندما شعر أخويه تغيير مسار السيارة إلى اتجاه ثاني فك باب السيارة وهرب، هذا الشخص هو سلطان الخميس، كان يبغى يضغط عليه علشان توقيع أوراق، حينها أخي عادل حضر لقصر الأمير عبدالرحمن سعود، وأخبره بالقصة، قال له الأمير خلي محمد عندي واستمريت لمدة شهر بقصر الأمير".

 

الزميل أحمد عجلان سأل:

هل كنت راضي تقعد في القصر أو بضغط من الأمير عبدالرحمن بن سعود؟ رد الخوجلي: كان لازم أقعد؛ لأنه كان فيه مخاوف، أنه كيف ألعب مع الشباب وهم زعلوا مني.

 

شعرت بالإحباط من تأخر نادي الشباب في إنهاء حصولي على "البطاقة"، وكنت أبغى ألعب كورة وسجلت في نادي النصر، وأنا الوحيد من حصل على الجنسية السعودية من أفراد عائلتي، وأتمنى حصولهم عليها، بحكم إني كنت لاعب المنتخب السعودي).

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

كثير من القصص المشابهة تعرض له لاعبون سعوديون؛ لإجبارهم على توقيع عقود أو الانتقال لأندية معينة تفاصيلها خطيرة، لكن لا أستطيع سردها هنا؛ لأن المتضررين من اللاعبين لم يفصحوا بها لوسائل الإعلام؛ لتصبح حقًّا مشروعًا لمناقشتها.

 

ما يتم تناقله في الوسط الرياضي عن اختطاف لاعبين أمر مقلق، هل هذا صحيح؟ إذا كان صحيحًا.. نحتاج تدخل الجهات المعنية لحماية هؤلاء المواطنين اللاعبين، ومعاقبة كائنًا من كان من بالقانون، وإذا كان غير صحيح؛ فعلينا أيضًا المطالبة بمعاقبة من ينشر هذه الأكاذيب في المجتمع الرياضي؛ ليهز بنيته ويقوض أركانه.

 

‏قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:

 

هل السلطات المعنية سوف تحرر اللاعبين قبل إجبارهم باللعب بأندية معينة؟! 

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.