يبدو أن لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، تحتاج إلى درس خصوصي في مادة "الجغرافيا"، يعلِّمها المسافة التي تفصل بين الحد الجنوبي والمدن الرياضية التي تحتضن المنافسات.
لا يُعقل أن اللجنة تجهل الفرق بين "جازان" المنطقة و"جيزان" المدينة.. سؤال بسيط في "الجغرافيا":
أين تقع مدينة الملك فيصل الرياضية؟ وكم تبعد عن الحدود السعودية اليمنية؟
الإجابة لن تغير شيئًا، ولا قيمة لها عندما يكون "مصيرك" في يد اتحاد لا يعرف حدود وطنه!!.
محزن كثيرًا أن تجد في عصر محرك البحث "قوقل" مَن يجهل معلومة أن مدينة جيزان التي تحتضن مدينة الملك فيصل الرياضية تبعد عن الحدود السعودية اليمنية ما يقارب 100 كلم.
قرار لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي نقل مباريات أندية جازان لخارج مناطقها، ظلم الأندية، في ظل غياب تكافؤ الفرص بالمنافسة، ولقد دفع الضريبة ناديا التهامي وحطين بهبوطهما من دوري الدرجتين الثانية والأولى.
الظروف في الحد الجنوبي تختلف من منطقة لأخرى، الموقف في نجران يختلف كثيرًا عن جيزان المدينة التي فيها الحياة طبيعية، ولا تأجيل للمدارس أو تقليص لمدتها، رحلات الطيران مستمرة حسب جدولتها، فقط في أيام معدودة لا تذكر تأجلت في بداية أيام عاصفة الحزم.
مؤلم عندما يكون "مصيرك" في يد أشخاص تحت "المكيف" في مكاتبهم، لم يكلفوا أنفسهم السفر للمناطق الحدودية لمعرفة مواقع المدن الرياضية البعيدة عن الحدود!!.
السفر في الصيف إلى "لندن" لمباراة السوبر مُغْرٍ لأعضاء لجنة المسابقات أكثر من السفر إلى "جيزان" المدينة الحارة صيفًا، التي لا تملك مغريات عاصمة الضباب.
مدينة الملك فيصل الرياضية بجيزان التي حُرم ناديا التهامي وحطين من الركض فيها بمنافسات دوري الدرجة الثانية، احتضنت جميع مباريات أندية المنطقة في دوري المناطق، إلى جانب تصفيات كأس خادم الحرمين الشريفين التي شارك فيها التهامي وحطين، ودوري الجامعات.
لا أعلم ما هو عذر لجنة المسابقات التي تحتاج إلى درس في "الجغرافيا"؛ لكي تعرف الفارق بين "جازان" المنطقة و"جيزان" المدينة؟.
الأندية المحترفة لا يفرق مع لاعبيها السفر والترحال أسبوعيًّا لتفرغهم لمهنة كرة القدم، لكن اللاعب "الهاوي" في نادي التهامي أو حطين مرتبط بدراسة أو عمل؛ ولا يستطيع السفر أسبوعيًّا.
هذا المقال والمعاناة طرحتها سابقاً في صحيفة (الجزيرة) في زاويتنا السابقة "حافز" يوم الأربعاء 13 أبريل 2016م، وأكررها اليوم مرة أخرى، لأن معاناة أندية جازان أصبحت لا تطاق، ومعاناة الأندية المالية بسبب مصاريف السفر وعدم تكافؤ فرص المنافسة.
لا يبقى إلا أن أقول:
لقد هرمنا.. هرمنا.. في جازان من ظلم الاتحاد السعودي لكرة القدم بسبب هذا القرار "غير المدروس"، الذي تسبب في هبوط التهامي وحطين، لكن هناك في نهاية النفق المظلم نشاهد ضوءًا، سنبقى نتمسك بالأمل ونحن نؤمن بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد برئاسة عادل عزت سوف يدرس هذا القرار الظالم من الاتحاد السابق.
لقد وعد عادل عزت وفريقه التنفيذي أثناء الحملة الانتخابية بأن يهتموا بمعاناة أندية الدرجتين الثالثة والثانية، نحن اليوم في جازان لا نريد منكم "المال".. نريد فقط دراسة هذا القرار الظالم لا أكثر.
نادي حطين يعاني اليوم في دوري الدرجة الثانية، ونادي التهامي يستعد حالياً لتصفيات الصعود للدرجة الثانية، فمن الظلم أن يحرما من اللعب في جيزان المدينة، الأمانة عندما تسافر أندية الوطن لجازان؛ لتلعب مبارياتها ففي ذلك رسالة تعزز ثقتنا بجنودنا البواسل لحماية الحدود.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل الاتحاد السعودي لكرة القدم يرفع الظلم عن أندية جازان؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.