جملة من الأسئلة الحائرة والمعلقة نطرحها هنا.. ولا نجد إجابات مقنعة لها.. بقدر ما نجد (مبررات باهتة)، فهناك (صنف) من ضيوف البرامج الرياضية يجيدون مهارات الفوضى والتقاطع والملاسنات الكلامية.. ويقدمون أنفسهم (بكل أسف) بصورة (بشعة) في سياقات (الحوار) و(الخطاب الإعلامي الرياضي).. جملة من هؤلاء الساكنين والمقيمين داخل هذه الصناديق الفضائية أصبحوا بكل أسف (مسخرة).. هؤلاء الذين يتعاطون الحوار (بعقلية المشجع المتعصب) و(الميول الواضح)، في صورة من (التشويه) لفكر وعقلية الجيل الجديد وصغار السن.
هؤلاء الصنف من الضيوف (المزعجين)، أصبحوا (بصراخهم) و(أصواتهم المرتفعة) سلعة رائجة يقبل بها صنف آخر من المشاهدين الموجهة لهم هذه البرامج.. على طريقة (المخرج عاوز كده!!)، فلا تجد تعليقاً إلا وتجد فيه روح وثقافة التعصب والميول.. حتى فرز وتصنيف هؤلاء الضيوف يستند على (المحاصصة) بين الأندية رغبة إما في البحث عن الحياد، أو رفع وتيرة الحوار السلبي المزعج للمشاهدين والمتابعين.. وإلا هي شكل من أشكال العدالة.
ـ فأحياناً يكون الحوار لتصفية حسابات شخصية.. وأحياناً لتضليل المشاهد والمتابع.. وأحياناً يعكس هذا الحوار (فكر وعقلية وثقافة) هذا الضيف أو ذاك.. وينصب نفسه كما لو كان مندوباً للنادي في هذا البرنامج أو الحوار.. وأحياناً يعكس الحوار بين هؤلاء الضيوف، (الحالة العقلية والنفسية والاجتماعية والضغوط الأسرية التي يواجهها ضيف هذا البرنامج في البيت والعمل) ضيوف ـ للأسف ـ لابد أن يتصالحوا مع أنفسهم قبل أن يتصالحوا مع المشاهد.. فهناك آداب الحوار.. والرأي والرأي الآخر.. واحترام الآخر.. حتى لا يتم تفريغ رياضتنا من معانيها ومضامينها وأهدافها.. وتتحول هذه الصناديق الفضائية إلى منصات (شتم) و(سباب) و(تلاسن) و(تقاطعات).
في وقت ومرحلة تتطلب أن تكون هذه البرامج منصات (تنوير) ونشراً للوعي.. وإشاعة قيم المحبة والتسامح.
ـ هناك من يستثمر في هذه الفوضى، ويحولها إلى صورة من صور (تسويق) هذا البرنامج أو ذاك.. بصرف النظر عن (محتوى) و(مضمون) البرنامج.. فالسلعة (الفاسدة) لها زبائنها ولها مشاهدوها، لكنها مشاهدة كوميدية سخيفة هدفها (تجاري) و(تسويقي) أكثر من أن يكون هدفها (تنويري) و(توعوي) و(تثقيفي).
ـ أيها الأحباب.. من (يقف) ويردع هؤلاء المتعصبين الذين زرعوا في قلوب ونفوس أطفالنا وطلابنا وأبنائنا وجماهيرنا الرياضية هذه (الغوغائية)، وهذا (التعصب) وفوضى الحوار.. وهو تعصب تقوده قوى محسوبة داخل إعلامنا الرياضي ما لم تتدخل قوى رياضية وإعلامية رسمية بالتقليل ـ على الأقل من هذا التعصب ـ الذي يقوده أيضا ـ للأسف ـ بعض ضيوف البرامج الرياضية.. وبعض كتاب الرأي الرياضي ـ وتفعيل مواثيق وقيم التنافس الرياضي الشريف.. بعيدا عن كل أشكال ومظاهر (التعصب) الذي ساهم بشكل كبير في اتساع دائرة الكذب والفوضى والبذاءة في الحوار والغمز واللمز والإسقاطات غير المبررة على الآخرين.
بدلاً من غرس القيم النبيلة في مجتمعنا الرياضي وأخلاقيات المنافسات وأدبياتها.
ـ ثم لماذا لا يكون الأب (قدوة حسنة)؟، والمعلم (قدوة حسنة)، والإعلامي (قدوة حسنة)، وضيوف البرامج الرياضية (قدوة حسنة) والمدرب (قدوة حسنة)؟.. في التصدي لكل الذين استسهلوا الكذب وتضليل الوسط الرياضي.. وأعطوا معلومات مغلوطة.. وضللوا مجتمعنا الرياضي.. وساهموا في توزيع الاتهامات وتصنيف الناس والإقصاء واستعداء الآخر.. بقي أن أقول: خشيتي من أن تدخل كل هذه المطالب ضمن المشاريع المتعثرة في مشهدنا الرياضي(!!).