|


إبراهيم بكري
مصر فرح السعودية!!
2017-02-03

أجـمــل شـــــيء في كـــرة القدم، أنـه عندما تريد أن تعبر خط المرمى لا تحـتــاج إلـى جواز سفر، كرة الـقـدم لا جنسيـة لها ولا ديـن أو لغة.. هي هكذا خلقت لتـجـمع "الـشعـوب" دون تمييز لأي عرق أو جنسية.

في هذه الكرة سحر عجيب، قد تنسيك همومك وألمك.. قد تزرع في جسدك الفرح والبهجة وأنت تعيش معاناة لا مثيل لها.

لا أحد يستطيع في كوكب الأرض أن يشغل منصب وزير السعادة باقتدار وكفاءة مثل كرة القدم!.

كرة القدم لا تحتاج إلى كرسي ومكتب فاخر.. ولا سكرتيرة حسناء أو مستشار يتحدث ثلاث لغات.. كل ما تحتاج إليه عشب أخضر تتدحرج عليه لا أكثر.. كرة القدم هي "فقيرة".. عارية لا تلبس ملابس تستر جلدها، متسخة بتراب ملعب يركلها اللاعبون بأرجلهم دون رحمة.. مع كل هذا هي وزير السعادة الأجدر.

كل هموم مصر وألمها منتصف ليل الأربعاء كانت معلقة بقفاز السد العالي، والكرة الأخيرة في ركلات الترجيح كانت بمثابة قرار جمهوري وقعه عصام الحضري وكتب عليه:

إلى شعب مصر العظيم.. إلى أحفاد الفراعنة.. إلى أم الدنيا.. هذا قرار جمهوري من وزارة السعادة كرة القدم.. افرحوا.. افرحوا.. افرحوا.

من رئيس الجمهورية إلى بواب العمارة.. ومن دكتور جامعة إلى مزارع في الصعيد.. من زوار الحسين إلى السهرانين في شارع الهرم.. من رجل دين إلى عازف قيثار.. من غني في سيارته الفاخرة إلى فقير سائق التوك توك.. من وإلى كل شيء في مصر العظيمة.. الكل دون استثناء عاش فرحة الفوز والوصول لنهائي أفريقيا.. لا شيء يعدل كرة القدم في توحيد الشعوب.. كل شيء في مصر كان تحت راية العلم.. لا تصنيفات لا تحزبات ولا انقسامات.. هذه مصر أم الدنيا وموطن الفرح العربي.

لا يبقى إلا أن أقول:

الفرح في السعودية لم يختلف عن مصر.. وكأن حبلاً سريًّا يربط الشعبين بنفس الجسد، هكذا مصر والسعودية لا فرق بينهما، الجماهير السعودية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي تشارك المصريين الفرحة، حتى شعرنا أن عصام الحضري من مواليد الرياض، كل سعودي يعشق الرياضة أرسل رسالة إلى أسطورة مصر وسدها العالي وكتب له:

أنت يا عصام فخر كل العرب.

جيل جديد في منتخب مصر وهم المستقبل.. نريد أن نفرح بالكأس معكم يا شعب مصر.. ونريد أن تتشابك كل الأيادي السعودية والمصرية.. ونسافر سوياً لكأس العالم في روسيا.. ونهتف بصوت عال:

السعودية ومصر يد واحدة.. شعب واحد.

لا شيء في هذه الدنيا يفصل الحب ما بين القاهرة والرياض.. واليوم في عاصمة الوطن بمهرجان الجنادرية.. مصر ضيف الشرف بكل حضارتها وثقافتها في السعودية نعيشها ونفخر بها.

نحب مصر.. وشربنا من نيلها.. وأطربتنا أم كلثوم.. وأضحكنا عادل أمام.. وتنفسنا أدب نجيب محفوظ.. وتذوقنا شعر أحمد شوقي.. واطمأنت قلوبنا مع عبدالباسط عبدالصمد.. واليوم عصام الحضري يزرع الفرح.. هذه مصر.. وستبقى... لها في قلب السعودية موطن.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

ما سر هذا الحب الذي يربط شعب مصر مع الشعب السعودي في كل المواقف؟!.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..